اختتم كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي أمس فعاليات البرنامج الثاني لبناء الشخصية المعتدلة للعام 1432ه والذي شارك فيه أكثر من 500 طالب وطالبة من المرحلة الثانوية من مختلف مدن المملكة. وأوضح المشرف على الكرسي الدكتور سعيد المالكي أن البرنامج يأتي في إطار توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بضرورة الاهتمام بالناشئة والشباب من حيث تنمية قدراتهم وإمكاناتهم ليصبحوا لبنات فاعلة في مسيرة البناء الوطني للمملكة. وأضاف: إن سموه يؤكد دائماً على أن يمتلك الشباب عبر هذا البرنامج وغيره من الفعاليات الأخرى فكراً معتدلًا ورؤية متزنة إلى جانب القدرات المميزة والمهارات الإبداعية التي تؤهلهم أن يشاركوا في التنمية الوطنية ورفع معدلاتها في مختلف المجالات. وأشار إلى أن البرامج العلمية والثقافية والتدريبية للكرسي تحظى بمتابعة حثيثة من مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب الذي وجّه فريق عمل الكرسي ببذل أقصى الجهود وتوفير أفضل الإمكانات لإنجاح جميع فعاليات الكرسي ومن بينها برنامج بناء الشخصية المعتدلة. وذكر أن البرنامج الذي استمرت فعالياته خمسة أيام يعتمد على إستراتيجية البناء الفكري والبناء المهاري في بناء الشخصية المعتدلة وتوجيهها نحو التعامل المتزن في شتى المجالات الفكرية والاجتماعية والنفسية، حيث تلقى المشاركون والمشاركات عشر دورات تدريبية كان من بينها خمس دورات في البناء الفكري وتناولت الأولى موضوع التطرف الفكري للدكتور موفق كدسة الذي ناقش أهمية الأمن الفكري في بناء الشخصية المعتدلة مؤكدًا بأن التطرف في الفكر سيقف عائقاً أمام تطور المجتمعات وتقدّمها. وأضاف: إن الدورة الثانية تعالج كيفية التعامل مع الآخر وقدمها الدكتور عمر الإندجاني وأبرز فيها العديد من الجوانب حول أساليب التعامل مع الآخر وتقبّل الاختلاف الحاصل معه والسعي إلى تحويل هذه الاختلافات إلى نقاط التقاء وتقارب وتعايش سلمي. أما الدورة الثالثة فتمحورت حول تعزيز الانتماء الوطني وغرسه في نفوس الشباب حيث ناقش خلالها الدكتور عائض الشهراني العديد من مظاهر الانتماء الوطني وأهمية معرفة معايير المواطنة الحقيقية، في حين طرح الدكتور محمد القحطاني عبر دورة الاعتدال والثقافية القانونية العديد من المحاور التي ركزت على توضيح سمات الاعتدال في القوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة، وناقشت الدورة الخامسة لرئيس قسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور خالد القليوبي موضوع الاعتدال السلوكي ومظاهره وأساليب تنميته لدى الشباب. وأما فيما يتعلق بالبناء المهاري للبرنامج فقد تضمن خمس دورات أخرى، كانت أولها بعنوان الثقة بالنفس وتقدير الذات للدكتور يعن الله القرني، والدورة الثانية لمفرح الجابري بعنوان «فن الإقناع والتأثير في الآخرين»، وجاءت الدورة الثالثة التي كانت بعنوان «التفكير النقاد» لأستاذ علم الاتصال ذاكر الزبيدي وتم عرض مجموعة من الاستراتيجيات الفكرية في تنمية الفكر الناقد لدى المشاركين، وجاءت الدورة الرابعة بعنوان «حل المشكلات بطرق إبداعية» قام بتقديمها مدير التدريب والابتعاث بوزارة الصحة بمكةالمكرمة الدكتور زامل عطار. وقد اُختتم البرنامج بدورة الأنماط الشخصية لأستاذ علم الاتصال الدكتور فؤاد مرداد أوضح من خلالها السمات التفصيلية للأنماط الشخصية. من جهتهم عبّر الطلاب والطالبات المشاركون في هذا البرنامج عن امتنانهم وشكرهم العميق لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة لاهتمامه الكبير بأبنائه الشباب وتنمية طاقاتهم وتوفير مثل هذه البرامج النافعة التي ترسم لهم طريق المستقبل بصورة واضحة ومعتدلة، آملين أن يستمر إقامة مثل هذه البرامج التي ترتقي بفكر الشباب وتدعم توجهاته المعتدلة. وأجرى في نهاية البرنامج السحب على هدايا قيمة للحضور وتم توزيع جوائز مسابقة «عبارة في الاعتدال» التي نظمها نادي شباب الاعتدال وفاز بها الطالب عمر خليفة بالعبارة «الاعتدال دين وحياة»، كما تسلم جميع المشاركين والمشاركات الشهادات المعتمدة لهذا البرنامج.