طوت المنون صفحة حياة الأستاذ الإعلامي الشاعر مُسَلَّم صبري البرازي في 21/7/1432، 23/6/2011م، بعد عمر حافل بالعطاء الاعلامي في الاناشيد الوطنية، فقد تميز في هذا الجانب في عهد الملك فيصل، عندما تم التعاقد معه من سورية التي بارحها من ذلك الزمن ولم يعد إليها، فهو واحد من السوريين الذين خرجوا من بلادهم ولم يسمح لهم بالعودة إليها. مسلم البرازي تم التعاقد معه مع مجموعة كبيرة من الإعلاميين السوريين الذين كانوا غالبين على إذاعة الرياض عند نشأتها لا يخالطهم إلا قلة من إعلاميين آخرين من العرب وأقل منهم من السعوديين، وكان الاتجاه إلى التعاقد من هناك إبان تولي جميل الحجيلان وزارة الإعلام ووجود خلافات سياسية في زمن الخلافات العربية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وغلبة التيار اليساري والقومي العَقَدِي آنذاك على الإعلام العربي، وامتلاء الإذاعات العربية بالملاسنات والاتهامات مما نتج عنه حملات إعلامية متبادلة يعرفها الإعلاميون الذين عاشوا ذلك الزمن. جاء مسلم في ذلك الزمان الصاخب وتميز في مجال تأليف الأناشيد وهو مجال لم ينافسه فيه إلا القليل وفي مكتبة إذاعة الرياض التسجيلية عشرات الأناشيد من تأليفه، وكثير منها سجل في بيروت بصوت المجموعة أو بأصوات أفراد. هَيَّأ له جميل الحجيلان أن يطوف مدن المملكة ليؤلف نشيداً عن كل مدينة زارها، ومن هنا كانت أناشيد «رمَّان الطائف» و»عين الجابرية» و»بريدة» و»المنطقة الشرقية» وغيرها. برزت في عهد الملك فيصل دعوة التضامن الإسلامي لمواجهة المد الثوري اليساري في العالم العربي الذي اتخذ شعار القومية العربية العَقَدِية فمزق وحدة العرب، وجعل بعضهم يواجه بعضاً إعلامياً: بالخطب الرنانة، والوعود الخُلَّب، والبرامج الإخبارية المفرقة، وكان من ذلك الأناشيد الحماسية أو المدائحية في الزعماء وغيرهما، ومن ذلك نشيد «من ست مئة مليون، من كل عشيرة ولون» الذي ألفه مسلم البرازي في دعوة التضامن الإسلامي التي كانت تدعو لوحدة إسلامية، ونتج عنها إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وما تفرع عنها من منظمات، وقد تحول مؤخراً اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي، وكان عدد المسلمين آنذاك ست مئة مليون. ومن ينسى نشيد «فيصلنا يا فيصلنا» الذي ألفه مسلم البرازي مع أناشيد وطنية أخرى صارت تاريخاً تحفل بها مكتبة إذاعة الرياض. كان مسلم ذواقة في الشعر، أنيقاً في ملبسه، يكاد يكون مختالاً في مشيته، وقد رأيته قبل عدة سنوات وقد برزت كتفاه واحدودب ظهره فما ظننته ذلك الجسم الممشوق في فتوته وشبابه، وتجمع عليه العوز والوحدة والكبر في آخر أيامه فهو لم يتزوج، لكنّ له أختاً كريمة وقفت حياتها على خدمته ورعايته، رحمه الله ورحم كل من بارح دار الفناء لدار البقاء من إعلاميين كانوا نجوماً فإذا أفلت لا يكاد يعلم بها أحد حتى عند موتها. الفاكس: 2389934-01 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain