في سنة استثنائية ستكون المهرجانات مختلفة هذا الصيف في تونس، حيث ستنطلق الحملات الانتخابية؛ مما يجعل الأجواء ساخنة واستثنائية، فهل تبعث هذه الأجواء الطمأنينة في نفوس التونسيين ومن سيزورها حتى يتأكد الجميع أن البلاد آمنة ومستقرة وهو ما يشجّع أيضًا على الحراك السياحي الذي تراجع كثيرًا هذه الصائفة.. وهل سيقبل المواطن التونسي على حضور المهرجانات دون خوف، بعد التوترات السياسية التي عاشتها تونس وما أنجر عنها من اضطرابات وانفلات أمني بث الرعب في نفوس التونسيين؟ هذا السؤال المهم الذي كان في ذهن الصحافيين الذين تابعوا الندوة الصحافية التي انعقدت بمقر وزارة الثقافة وترأسها وزير الثقافة عز الدين باش شاوش، فماذا ستفعل وزارة الثقافة مع وزارة الداخلية، وهل عرضت عليها البرنامج لتعرف مصالحها تقريبًا حدود ما يجب توفيره من إمكانيات لضمان الأمن باعتبار أن جماهير العروض تختلف كما يختلف عدد المقبلين عليها. فعدد الذين سيحضرون عرض بندير مان يوم الأحد المقبل (10 يوليو) في متحف قرطاج لا يمكن أن يُقارن مع عدد الذين سيحضرون عرض الفنانة آيوم (ألمانيا نيجيريا) يوم الاثنين المقبل (11 يوليو)، أو السهرة الإفريقية للشيخ تيديان ساك وفوفينيك من السنغال، أو سهرة الفنان محمد الجبالي في نفس المكان دائمًا يوم السبت 16 يولي، هل تم التنسيق بين الوزارتين، وهل كانت هناك توصيات، وهل أُخذت بعين الاعتبار تحسيس الجماهير بالأمان؟. فعروض هذه المهرجانات التي انطلقت في هذا الشهر وتتواصل إلى الأيام الأولى من شهر رمضان المقبل ستشهد فعالياتها فضاءات داخل الجمهورية ومسرح العبدلية والمسرح البلدي والنجمة الزهراء، أما بالنسبة إلى عروض مهرجان الحمامات فتتوزع على فضاء مسرح الهواء الطلق، حيث تم الافتتاح بعرض مسرحية «تحت برج الديناصور»، ويغني تباعًا كل من أميمة الخليل وصلاح مصباح وصابر الرباعي ولطيفة رأفت ونوال غشام وزياد غرسة وشكري بوزيان والهادي حبوبة ولطفي بوشناق وليلى حجيج ويقدم أسامة فرحات «لزوميات» وبالي فهد العبدالله وفرقة جذور الفلسطينية وسميح القاسم، عروضًا تتخللها مسرحيات تونسية من بينها مسرحية «يحي يعيش» للفاضل الجعايبي يوم الثلاثاء 26 يوليو. كما ستشهد 24 ولاية عدة عروض يدخل بعضها في إطار التعاون الثقافي الدولي بين تونس وفيانا وصقلية ومصر وروسيا وفيها الرقص والغناء والموسيقى وأغلبها موجّه إلى الشباب. وقد تبيّن من خلال قراءة لبرنامج المهرجانات أن 75 بالمائة من العروض إنتاج تونسي والبقية هي عروض عربية وأجنبية وان عدد العروض المسرحية قفز إلى 23 عرضًا بعد أن كان لا يتجاوز 4 أو 5 عروض وأن نوعية العروض تعني أنه تم الضغط على المصاريف على حساب نوعيتها، وقد ذكر وزير الثقافة التونسي في هذا الخصوص أن تكاليف مهرجان قرطاج هذه الصائفة (أي 82 عرضًا) هي مليار و700 مليون و8 آلاف دينار فقط، أي ما يعادل تقريبًا الميزانية التي خُصصت لعرضي شارل ازنافور (800 مليون دينار) ووردة الجزائرية (400 مليون دينار)، وشدد الوزير مع اللجان التي ساعدته على إعداد برامج المهرجانات على أن تطوى صفحة الفساد نهائيًا، وأنهم اعتمدوا في قبول الملفات وقد كان عددها 730 ملفًا على مقياس السعر والجودة، وطمئن الوزير الجماهير بتواجد كثيف للأمن لإنجاح جل العروض المبرمجة بالمهرجان.