لاشك ان تاريخنا العربي مليء بالاحداث السياسية والاجتماعية و لايمكن لأحد ان يتجاهله وعندما يحاول البعض الخوض في غماره فلابد ان تكون له مرجعية علمية يستند عليها وقد احسنت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف وهي تقف كالسد المنيع في وجه أي استحداثات قد تحور مجرى الاحداث التاريخية اما بقصد او بدون قصد ولعله من المناسب الاشادة بمدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالمدينة المنورة الدكتور / محمد الخطري عندما بدا بالتحقيق مع خطيب احد المساجد بالمدينة المنورة الذي انبرى في خطبته دون أي مستند علمي بان نسب «حليمة السعدية» إلى قبيلة هذيل وهي بلا شك قبيلة عربية اصيلة لها تاريخها وباعها الطويل على مر العصور ولكن لم يخرج احد من هذيل منذ اربعة عشر قرنا ونيف ويخالف حقيقة التاريخ في نسب حليمة السعدية أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرضاعة وهذا مخالف للحقيقة حيث يرجع نسبها إلى قبيلة هوازن كما هو معروف , ولا يجهله أحد ! ولست ادرى كيف حرف ذلك الخطيب كل تلكم الحقائق التي يعرفها الجميع منذ امد بعيد بيد ان الوزارة والتي انتهجت مؤخرا نهجا حميدا على المستوى المحلي وبدأت تعمل عليه حجمت الكثير من المغالطات التي قد تحدث في بعض الخطب لاسمح الله فكان ان تم التحقيق مع خطيب المسجد حول ماتعرض له من خوض في غمار تاريخ مدروس ومحفوظ منذ الف واربعمائة وثلاثين عاما وكان تطبيق قرار الاعتذار الذي ابداه امام المسجد محل ارتياح وتقدير من الجميع .. والحقيقة انه ليس عيبا ان نخطيء عن دون قصد ولكن العيب هو الاستمرار في الخطأ والاصرار عليه وقد اعجبني اصرار الوزارة على امام المسجد بتقديم اعتذار وتصحيح مفهوم الخطأ لعامة الناس كي لايلتبس الامر على احد واجزم ان مثل هذه الخطوة غير المسبوقة من وزارة الشئون الإسلامية محل تقدير وامتنان الجميع لسرعة مبادراتهم في حل مثل هذه القضايا التي تضلل الناس وإيضاح الحقيقة ساطعة كشمس النهار حتى لا يستغلها ضعفاء النفوس في الخلط غير الواقعي ولابد ان تكون هناك جهات في كل ادارة حكومية تعمل على تصحيح الاخطاء دون استعلاء او اخفاء او تذمر ولعله من المناسب القول بان جميع من يعتلون المنابر ويتصدرون المجالس ويبثون المغالطات لحقائق قد لايعرفها الجيل الجديد سواء لأهداف شخصية أو من باب خالف تعرف , يجب أن يوقفوا عند حدهم ويحاسبوا ليبقى التاريخ ناصعا من كل الشوائب, محمد بن نايف بن جهجاه