لقد حث الإسلام على الزواج الشرعي ورغب فيه، وحذر من كل زواج لا يشتمل على أركانه وشروطه المعتبرة شرعًا . ونظرًا لما انتشر في الآونة الأخيرة بين الشباب - خاصة - ما يسمى بالزواج العرفي من بلاد مجاورة، فإني أحذر إخواني الشباب من الوقوع في وحل هذا الزواج ومفاسده على الدين وأخلاق المجتمع، فأقول: الزواج العرفي له صورتان: 1. الأولى زواج بدون ولي ولا شهود، وهذا باطل من أصله، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)، وفي الحديث الآخر (أيما امرأة نكحت نفسها فنكاحها باطل). وإذا كان باطلًا فهو نكاح محرم. 2. الثانية: نكاح كامل الشروط والأركان لكنه غير موثق رسميًا، فهذا النوع نكاح صحيح من حيث الحكم، ولكن يؤدي إلى مشكلات ومفاسد في المستقبل نحن في غنى عنها ومن تلك المشكلات: • أن الزوج بعد مضي فترة من الزمن لا يستطيع إثبات هذا الزواج لتفرق الشهود وعدم استطاعة الزوج الحصول على الأدلة، فيعرض نفسه للمساءلة والشبهة. • ان هذه الزوجة قد تتنكر على زوجها بعد فترة، إذا أخذت منه كل ما تريد فلا يستطيع محاكمتها لعدم وجود وثيقة الزواج الرسمية. • في حال حدوث أولاد بينهما لا يستطيع إخراج بطاقة عائلية ويكون الضحية هم الأولاد وضياع مستقبلهم. • إذا كان هذا الزواج مجرد إشباع رغبة ثم مآله إلى الطلاق، فهذا تلاعب وتعد على الحكمة من الزواج الذي شرعه الله. • هذا النوع من الزواج يؤدي إلى ضياع الحقوق بين الزوجين، بل ربما يؤدي إلى ضياع الأنساب في حال عدم قدرة الزوج على تسجيل أولاده في السجل المدني. لذا فإني أحذر الرجال والنساء، وبخاصة الطلاب والطالبات في الخارج من العبث بهذه الشعيرة الظاهرة من شعائر الإسلام، والالتزام بما شرعه الله من أحكام الزواج وبالأنظمة الدولية التي تحفظ لكل من الزوجين حقه على الآخر، فالزواج عهد وميثاق غليظ ليس محلا للعبث، ولا محلا لإشباع الرغبات فحسب. وعلى الجهات المسؤولة كافة في الداخل والخارج أن تضع التدابير الواقية من الانخراط في هذا المنزلق الخطير الذي يسيء إلى تعاليم الإسلام أولًا ثم إلى المجتمع المسلم كافة. • الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء