أثار الخبر المنشور في جريدة الأهرام المصرية يوم الثلاثاء 19 رجب 1432ه الموافق 21 يونيو 2011م، حول ما اعلنه الدكتور أحمد البرعي وزير القوى العاملة والهجرة كثيرا من الأسئلة وزرع عدد امن علامات التعجب! ففي الخبر المنشور في الأهرام على هذا الرابط http://www.ahram.org.eg/The-First/News/84849.aspx ( أنه تم الاتفاق مع الحكومة السعودية على تسفير نحو 30 ألف مصري للعمل في موسم الحج كسائقين وعاملين، وسوف يتم الاعلان الأسبوع المقبل عن مواعيد تلقي طلبات راغبي العمل خلال الموسم. ) لا اعتقد أني بحاجة لإيضاح أسباب إثارة الأسئلة وعلامات التعجب، لأن الخبر يتضمن هذه ( الفجعة ) التي تحتاج ( لكاسة الخضة) كي ينهض من وعكتها ( فهم) مثيري الأسئلة، لا الشغب! لأن مواسم الحج منذ الأزل، يقوم بالعمل فيها أبناء مكة وماجاورها، واستمر الوضع كذلك حتى مع تطور وسائل النقل، وقيام شركات عملاقة بتأمين وسائل نقل للحجاج في مواسم الحج من موانئ الوصول إلى مكة، ومن مكة إلى المشاعر، ثم إلى موانئ المغادرة، بحرية وجوية! منذ تطورت وسائل المواصلات، تدرب المواطن على قيادتها، وفي مواسم الحج يتولى القيادة مواطنون ومقيمون، لهم خبرة بدروب مكة وشعابها ربما لذلك قالوا : ( أهل مكة أدرى بشعابها) الاستنكار والتعجب ليس لهما علاقة بمشاعر الحب للإخوة المصريين، ولا بما تستحقه مصر من دعم ومؤازرة بعد ثورة 25 يناير، لأن مصر والمصريين لهم منزلة خاصة في قلوب السعوديين، يعرفها كل من زار مصر أو أقام فيها، وأنا بشكل خاص أحب مصر حد العشق، وأحب المصريين ولي فيهم أصدقاء وأساتذة أجلاء، لكن وطنيتي رغم نعرات الوطنية التي يدعيها من يدعي ليقصي من عداه، أقول: ( ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع) كما أن الأقربين أولى بالمعروف. هو هذا سبب الاستنكار، لأن هذا القرار تكريس للبطالة، وتضييع الفرصة على أبناء الوطن من مختلف أرجائه للقيام بخدمة حجاج بيت الله الحرام. لو أن الجهة التي أصدرت قرار الاستقدام، نظرت حولها لوجدت 300000 و 900000 ينتظرون فرصة كهذه من أبناء الوطن! لو أن الجهة التي أصدرت قرار الاستقدام، أعلنت عن حاجتها إلى 30 ألف سائق لتوافد إليها 300 ألف، كلهم شباب زي الورد يطمح في العمل، أو - على أقل تقدير- يطمح في تحسين مستواه المعيشي! في مواسم الحج/ قديما/ كان الجميع يهرع للفوز بحصة عمل– مهما كانت صغيرة – إلا أنها تدر دخلا يرضي الجميع. في مواسم الحج/ قديما/ كان عبء العمل على المواطن، ومن يفد إلى مكة من كافة المدن والقرى للعمل واستثمار الموسم لكسب المال والأجر. كان الجميع ( يوسِّم) بمعنى يخرج من الموسم بمكاسب مالية ومعنوية تضفي هدوءا وراحة بال، لأنه يضمن توفير كثير من المصاريف والنفقات التي ربما يعجز دخله عن سدها، فمن موسم الحج يدفع إيجار المنزل، ويكفي منزله مؤونة أشهر وربما مؤنة عام من الأرزاق كما يسميها أهل مكة زمان ( كيس رز، كيس سكر، تنكة سمن... ألخ) حتى مع تغير الأنماط الاستهلاكية إلا أن الضروريات تظل هي هي مهما تغير الزمان وتطورت الاحتياجات . في مواسم الحج كانت هناك – دائما – شركات لتسيير مركبات نقل الحجاج كانت مجبرة على الاستعانة بالمواطن أو المقيم لسد إحتياجها من السائقين والعاملين، وليست بحاجة إلى 30 ألف سائق وعامل للعمل فترة مؤقته بحاجة إلى تأمين طبي وتأمين ضد الحوادث، كما جاء في نفس الخبر المشار إليه سابقا: ( وقال الوزير في تصريحات صحفية أمس عقب انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة المصرية السعودية المعنية بتنظيم سفر العمالة المصرية لموسم الحج بحضور ممثلين عن شركات إإلحاق العمالة والشركات السعودية الخاصة بالاستقدام وممثلين عن وزارتي الحج والداخلية السعودية – أنه تم التوصل لوضع عدد من القواعد التي تنظم سفر العمالة في مقدمتها عدم تحمل السائق أي مصاريف من أجل السفر بجانب قيام الشركات السعودية بتنفيذ تعهداتها برعاية العمالة مع توفير الاقامة المناسبة والتأمين الشامل عليهم حيث من المقرر أن يصل أجر السائق خلال الموسم إلى 2000 ريال شهريا لمدة 3أشهر) (كلام جميل ماقدرش أقول حاجة فيه ) لست قاطعة أرزاق، وليس لي ولا للمندهشين أو المتعجبين، إعتراض، فقط هو اقتراح، يزيل الغمة ويشفي الأمة، اقتراح صغير أرجو أن يعمل به، طالما أن الأمور قد رتبت، والاتفاقيات أبرمت! بما أن موسم الحج لن يحتمل تشغيل 60 ألف سائق وعامل من السعوديين للعمل في موسم الحج، بما يوازي ضعف المستقدم؛ فالاقتراح يرى أن يتم الاعلان عن 30 ألف وظيفة براتب 6000 ريال لمدة شهر واحد دون رسوم سفر ولا تأمين شامل وبدون سكن، لتسكين النفوس، ولتتوازى خطط الدولة الرامية لتخفيض نسب البطالة ورفع مستوى المعيشة للمواطن، التي نتج عنها العديد من الانفراجات، في جيب المواطن، صحيح التهمها ( جشع التجار) إلا أنها كانت تشبه النسمة العليلة التي تهب في يوم حار. رواتب إضافية دخلت جيوب الموظفين، وإعفاء كثير من المواطنين من رسوم وديون، وتيسير الحصول على قروض ميسرة كما فعل بنك التنمية العقاري، الذي أدهشه هو الآخر هذا العدد المهول من المتقدمين للحصول على القرض، الذي فاق توقعاته على ما يبدو، ولو أن شروط الحصول على القرض الميسر لم تميز بين رجل وامرأة لتضاعف العدد بسرعة، كل هذا مؤشر على أن ( ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع) كما ان (الأقربون أولى بالمعروف )كذلك ( أهل مكة أدرى بشعابها). [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain