هناك أحياء يتحركون أمامنا وبيننا، إذا عجزوا عن فعل الخير لجأوا الى الشر لإثبات الذات والوجود فحسب، وعندما نشعر بفعلهم لا يكون لهذا الفعل أدنى أهمية إلا بقدر اعلائه للنقيض المقابل، المفطور على الكذب يعلي لدينا قيمة الصدق، والكاره لنفسه قبل غيره يعلي لدينا قيمة الحب، والخائن يؤكد على وجود الأمانة، والناكر لحق الوطن يعلي لدينا قيمة الولاء والانتماء، للسلب هنا أهمية معادلة لأهمية الايجاب، مع الفارق الجوهري في أن السلب هو سلوك الأحياء الميتين في الدنيا، والآخرة، والإيجاب تأكيد على الحياة والوجود حتى وان كان أصحابه من الذين توفاهم الله من زمن طويل. أليس من الحكمة أن يتوقف المرء ليحدّد خياراته لمساحة محدودة من الوجود طالت أم قصرت؟. مطلق المطيري