كنت أتمنى ألا اكتب في حكاية الدكتور طارق الحبيب لولا ثرثرة الرطيان هذا الزميل الذي جرح الجرح بطريقته المختلفة ومشرطه الحاد وكتب عن حقيقة نعيشها في حياتنا المكتومة بأفكار للبعض رخيصة جدا وعادات هي أدنى من أن تكون كذلك وتقاليد للبعض الاخر هي في حد ذاتها تاريخ لعبارات فاسدة وموروث عفن كلنا يعرفها وكيف لا ونحن الجنوبيين والى وقت قريب كنا نجد من ينادينا ( بالزيدي) والبعض اِلآخر ( باليماني) وكنا في الغالب نمضي دون أن نمنح الآخر فرصة التلذذ بالهجوم على الآخرين والشعور بالانتصار الواهم على أناس هم في النهاية مواطنون ينتمون لوطن واحد وهو الشعور الذي كان علينا أن نبنيه في الذات التي تعيش حالة مرضية يستحيل أن يقدر على معالجتها طبيب ماهر لاستفحال المرض الذي ربما لا يرجى برؤه ...،،،، اعتقد أن ما أثاره الدكتور الحبيب لا أحد يقبله إطلاقا مع أننا نحن الذين صنعنا لأنفسنا هذا الواقع الذي أصبح يطاردنا وبالأمس كلنا وقف لذلك الكويتب الكويتي القزم الذي تبجح علينا حين وصف منتخبنا ببقايا حجاج واذكر أنني كنت احد الذين ردوا إليه ما قاله مع انه في الحقيقة هو واقعنا الذين بناه بعضنا بعناية وعلقناه بمشجب من حديد لنتركه إرثا للآخر الذي ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض علينا لأعود إلى ما كتبه الرطيان في مقاله الشامل والذي أتمنى من المشرعين محاولة استيعاب بعض مفرداته التي هي في غاية الأهمية خاصة فيما يخص القبيلة والعنصرية والمذهبية والمناطقية والتغني بالوطنية بطريقة تبدو في بعض الأحيان مزعجة ذلك لإيماني بأن الوطنية هي ليست كلمات في أغنية أو منهج يدرس بل سلوك يعيشه الفرد من خلال الأسرة التي تحقن في جلده مشاعر أكثر حماسا وعشقا للوطن لتنمو في الذات التي تحمله معها للأبد ما يكفيها وترسم ملامح الوطن في جسد واحد بلا فوارق لكي يولد الولاء سليما لا مشوها ..الولاء الذي يرفض القسمة ويكره الضرب والجمع والطرح الذي يقدمه بعض المصابين بعمى الألوان في مزايداتهم على الوطنية ولكي لا أكون ضد فكرة تأثير التنمية على الانتماء والولاء والتي أرى تأثيرها ضعيفا جدا من خلال حقائق عشتها أنا في طفولتي في جزر فرسان في ظل غياب التنمية كلها وعذاباتي والناس أجمعين مع الحياة والبحر ومع الطريق والعزلة ومع كل شيء لدرجة أنني كنت اشرب أنا والحمار من حوض واحد وبالرغم من كل ذلك حمل كل فرد منا لوطنه الكبير حبا وولاء اكبر مما يتخيله المزايدون !!....،،، · (خاتمة الهمزة) الكتابة عن هذا الموضوع كتابة حارقة وغارقة في تفاصيل جاهلية والسبب في ذلك هو غياب الفكر الصائب الحريص على المساواة بين كل المواطنين وتفعيل شعور الانتماء في روح الفرد الذي لابد ان يشعر بأنه ينتمي للكيان الواحد وتتساوى المناطق في التنمية ويتساوى أبناء الوطن الواحد في المسئولية بغض النظر عن المكان سواء كان من جازان أو من رفحا وقتها سوف تحضر الوطنية بكل شموخها وعنفوانها وهي خاتمتي ودمتم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain