كشف عدد من رجال أعمال وعقاريين بمنطقة الحدود الشمالية وجود معوقات تؤخر الاستثمار في المنطقة تعود إلى البيروقراطية التي تمارسها الأمانة ضدهم وقالوا: إن غياب التخطيط الاقتصادي لحاجات المنطقة لمواكبة التنمية إضافة إلى عدم توفر العناصر الجاذبة والمحفزات تجعل التجار يتخوفون من الإقدام على الاستثمار في المنطقة، في حين اتهم رئيس الغرفة التجارية الصناعية بعرعر ثاني بطي أمانة منطقة الحدود الشمالية بعدم معرفتهم بثقافة الاقتصاد أو فهمه ما أدى إلى زرع الإحباط للمستثمر في المنطقة بسبب شروطها التعجيزية ورفع سعر الأراضي من 4 ريالات للمتر إلى 20 ريالا برغم انخفاض الأسعار في المناطق المجاورة تصل حتى 1,5 وريالين للمتر واصفاً أن أمانة المنطقة معوّق كبير للاستثمار في المنطقة معللاً بقوله وذلك لزيادة إيراداتها على حساب المستثمرين . وقال ثاني بطي: إن منطقة الحدود الشمالية بحاجة إلى مجمعات تجارية وأسواق حديثة وفنادق وعدد من المشاريع الحيوية بحكم وقوعها على طريق دولي يربط دول الخليج ببلاد الشام والتي تكون سببا في إثراء اقتصاد المنطقة ولكن للأسف أصبحت المنطقة بسبب «الامانة» طاردة للمستثمرين مثلما حصل في صناعية عرعر.! الأمانة لا تقدم محفزات للاستثمار وأضاف «بطي»: تعطي البلديات العالمية في جميع دول العالم المناطق الحدودية ميزة تكليفية نسبية لا تتوافر في المناطق الأخرى مثل تخفيض رسوم استئجار الأراضي على رؤوس المال التجارية وتقديم حوافز أخرى للمستثمرين المحليين مثل تخفيض الرسوم الجمركية أو حتى إلغاءها على واردات الأجهزة والمعدات التي تستخدم في تجهيز المصانع وتخفيض رسوم استخدام المرافق المختلفة مثل الهاتف والكهرباء والماء وغيرها من الخدمات التي تغري المستثمرين والمواطنين على التوطين فيها. وأشار رئيس الغرفة إلى أن نتائج ذلك زاد تضخم نسبة البطالة في منطقة الحدود الشمالية، وأصبحت الأعلى على مستوى المملكة إضافة إلى تأخر مدينة عرعر عن ركب التنمية التي تتمتع بها مدن المملكة لافتاً أن مدينة عرعر ارض خصبة لإقامة مشاريع تجارية لأن المشاريع الحالية التي يعتمد عليها مازالت غير مرضية لآمال المواطنين مما يجعلهم يتساءلون عن الأسباب لافتقار المنطقة للمشاريع الحيوية المواكبة لما تملكه المنطقة من موارد كبرى اقتصادية . المدينة بلا مصانع وأكد بطي أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله - لفتت الأنظار لمنطقة الحدود الشمالية حيث أمر بإقامة المدينة الصناعية والتي لم تستغل حتى الآن رغم مرور أكثر من عام ،ولازالت المدينة الصناعية بلكات خالية!! ولم يتقدم أحد لاستثمارها صناعيا على الرغم من اعلان هيئة المدن الصناعية جاهزيتها لاستقبال الصناعيين إضافة إلى ماصرح به وزيرالثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن شركة ارامكو السعودية اكتشفت حقل غاز وبكميات تجارية إستراتيجية، كما أعلن وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العسّاف مؤخرا أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) - المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة - أكملت بنجاح بناء الخط الحديدي الذي يربط مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية بمناطق التصنيع برأس الزور على الخليج العربي مروراً بمناطق الجوف وحائل والقصيم والمنطقة الشرقية بطول بلغ 1392 كم ، مشيراً إلى أن شركة سار قد بدأت التشغيل للخط بنقل أول شحنة فوسفات من مناجم شركة التعدين العربية السعودية «معادن» بحزم الجلاميد بعربات مخصصة عبر الخط الحديدي وقامت بتفريغها برأس الزور كل هذا لم يشفع للمنطقة لحدودية لتتقدم تنمويا. وأردف بطي أن الغرفة سعت بتوجيه من سمو أمير المنطقة في تذليل العقبات في موضوع استثمار الفندق الذي سوف ينشأ قريباً علماً أن الدراسة والجدوى الاقتصادية للمستثمر لم تكن بالمستوى المطلوب ولكن بحكم الصداقة بيني وبين هذا المستثمر ورغبة من الغرفة بجلب المستثمرين من خارج المنطقة تجاوب الرجل مشكوراً . وصب بطي جام غضبه على الأمانة واصفاً بأنهم ليس لديهم خطة إستراتيجية هدفها تطوير المنطقة وهدفهم الوحيد تحسين إيراداتهم على حساب المستثمر مما أوجد نوعا من عدم الإقبال لأن هذا المستثمر رجل واعٍ ومدرك ويرى عندما لايكون عائده الربحي غير مضمون وهو يدفع مبالغ باهظة فهذه تعتبر من المعوقات التي أوجدتها الأمانة، وتساءل عندما تقوم الأمانة بإنشاء محلات تجارية او محطة محروقات لتستثمرها لصالحها وتقوم بعد فترة قصيرة بطرح مشروعين في هذين المجالين للمناقصة هل يقدم التاجر للمنافسة؟ وعرج بطي على رفع ايجار صناعية عرعر مما أوجد تضخم على مصروفات المواطن العادي بسبب رفع الإيجارات عشرة أضعاف على أصحاب ورش السيارات التي تعتبر الأعلى بين مناطق المملكة، وذلك عندما ترفع الإيجار على صاحب الورشة هو بدوره يعوض مصروفاته وإيجاره على حساب المواطن مما ينعكس سلباً على المجتمع مما اوجد استياء وشكوى المواطنين من تصرف الأمانة . إغلاق منافذ المنطقة على ذات الصعيد قال رجل الأعمال سعيد شعاب: ان سبب عدم إقباله للاستثمار في المدينة الصناعية بعرعر والتي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشائها وتم انهاء مرحلة البنية التحتية بها الى اغلاق منفذي «جديدة عرعر» ومنفذ «الدميثة» على الحدود مع مملكة الأردن منوها الى حاجة المنطقة للبنية التنموية المساعدة المحفزة والتي من المهم ان تكون شراكة بين الأمانة ورجال الأعمال سواء في منطقة الحدود الشمالية او تجار من خارج المنطقة وأضاف ان فتح المنافذ يتوجب بقرار من جهات أخرى لتتقدم المنطقة وأشار لاشك ان المحفزات التي تقدمها الأمانات والبلديات ضرورية ليطمئن التاجر على نجاح استثماره وخاصة ان منطقة الحدود الشمالية واعدة بوجود ثروات استراتيجية تعدينية هائلة تتطلب بيئة مساعدة مثل الأراضي الواسعة والطرق والاتصالات والكهرباء والمجمعات التجارية والفنادق وجميعها مساندة ليقدم التاجر على استثماره. من جهته ساند رئيس المجلس البلدي بمنطقة الحدود الشمالية ماجد المطلق رأي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأهمية وجود المحفزات الاستثمارية ليقدم التاجر على استثماره، مشيرا الى وجود بعض الخلافات بين الأمانة و الغرفة التجارية الصناعية بعرعر بشأن تقديم المحفزات التي من الممكن ان تأتي ثمارها على المنطقة فيما لو قدمت متطلعا المجلس لحل هذه الخلافات من اجل ان تلحق المنطقة الشمالية بركب التنمية أسوة بالمناطق الأخرى بالمملكة .وأضاف: تمت المصادقة على العديد من التوصيات في عدة جلسات للمجلس ورفعت الى أمانة الشمالية لتنمية المنطقة على عدة اصعدة من إنشاء الأسواق التجارية وتحسين مشروعات الطرق في عدة احياء الى تخصيص أراضٍ استثمارية واسعة تطرح للمناقصة يتنافس عليها التجار منوّها الى ان منطقة الحدود الشمالية لازالت بحاجة الى مجمعات أسواق تجارية وعقارية وتحسين الأسواق الحالية القديمة وفنادق عالية المستوى على الطريق الدولي مماثلة لما هو موجود في مناطق الأخرى . الأمانة لاترد ! من جهتها قامت «المدينة» بمقابلة مدير العلاقات العامة في الامانة بمنطقة الحدود الشمالية محمد سبتي، لأخذ ردّها، فيما نسب إليها ، وطلب تزويده بخطاب رسمي لعرضه على الأمين، وقامت «المدينة» بتحرير خطاب رسمي طلبت فيه الرد على ما أورده رئيس الغرفة التجارية بعرعر ولم يتم التجاوب مع الخطاب!!، وبعد تأخر الرد لخمسة ايام تم إرسال رسالة جوال الى امين امانة منطقة الحدود الشمالية المهندس عبدالمنعم بن محمود الراشد ورد برسالة طلب إرسال خطاب رسمي مرة أخرى رغم تأكيد مدير العلاقات العامة محمد سبتي تسلمه الخطاب الأول .