في ليلةٍ ارتسمت فيها معاني العشق والوفاء، وتجلّى فيها ذلك التلاحم الكبير بين القيادة والشعب، فأصبح الملك يسكن في قلب المواطن، الذي يعيش في قلب الملك، في هذه الليلة شرف كل رياضي بتلك الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فكسب الأهلي، ولم يخسر الاتحاد! في ليلة تاريخية، فتحت فيها القلعة أسوارها؛ لاستقبال الكأس الأغلى، تلك البطولة التي غاب عنها الراقي طويلاً، بعد أن لُقّب بقلعة الكؤوس؛ بسبب حصاده لها 10 مرات، فعاد -والعود أحمد- ليعيدها إلى خزائنه التي تعج بالبطولات. في ليلة خضراء، تعمّدتُ عدم الكتابة قبلها لأسباب مهنية، قد تجبرني على الكتابة بلغة العشق، بعيدًا عن رؤية الناقد الصحفي، ففضلّتُ الصمت، حتى يحين موعد الحديث، وأيّ حديث كان ذلك الذي دار بين مدرجات الراقي والعميد. بلغة العشق والجنون، زفّت جماهير القلعة فريقها إلى الكأس الذهبية، في ليلة ابتسمت فيها العروس لعريسها، فرقص المدرج الأهلاوي طربًا حتى الصباح، وحُقَّ له أن يرقص، وحُقَّ له أن يطرب كيف لا؟ وهو من كان البطل الحقيقي في هذا الإنجاز. مشاعر مختلطة تنتاب الأهلاويين بعد هذا الإنجاز الكبير، فالفرح تعدد بتتويج المليك، والحصول على الكأس الغالية فضلاً عن التأهل إلى كرنفال آسيا 2012 بدلاً من الشباب الغارق في بلاط محكمة الفيفا، ولا أدري هل يتوقع صديقنا أن يصدر حكم دولي بسحب البطولة من الأهلي، وإعطائها للشباب؟! لن أعكّر أجواء الفرحة الأهلاوية بمثل هذه السفاسف من الأمور، فشاطئ العروس على موعد مع الليالي الملاح لجمهور عشق جمال الكرة، فتذوّق طعم الذهب في ليلة العمر الأهلاوية فكانت زفة عريس في حضرة ملك.