على مدى 200 عام كان سوق السبت التاريخي بمحافظة بلجرشي مقصدًا تجاريًا وموقعًا للصلح بين القبائل والخصوم ومقصدًا لطلب العلم وموقعًا هامًا للتبادل التجاري ولايزال السوق يعقد في موقعه الذي كان إنشاؤه قبل هذه المدة في كل يوم سبت من كل أسبوع وما يزال يحتفظ برونقه التاريخي وطابعه القديم ولم يندثر كباقي أسواق المنطقة وكان له منظمون يديرون حركته في الماضي ويحمونه ويراقبون المكاييل والموازين. يقول محمد صالح السلطان كانت القبائل تفد إلى السوق للتبضع ولطلب العلم في بعض الكتاتيب وكان الحجاج اليمنيون يأتون للسوق على دوابهم ويبيعون ما لديهم من البن والهيل والحبوب ليعينهم على إكمال مسيرة الحج وكان في السوق ما يعرف ب «العقادة» ومهمتهم حماية السوق ومراقبة المكاييل والموازين والإصلاح بين الخصوم كما كان للسوق هيبته وحرمته فيمنع الاعتداء على أحد في حرمه وحتى الثأر ينتهي داخل السوق ومن يخالف ذلك تسلب جنبيته وتؤخذ عمامته ويشهر به في السوق. وأشهر ما يباع في السوق الحبوب بأنواعها والعسل والسمن والريحان والكادي والطيور بأنواعها والغلف الذي يجلب من صدور جبال تهامة. وأضاف محمد قاطي «بائع كادي»: آتي من القنفذة كل يوم سبت لبيع ما أجنيه من مزرعتي في هذا السوق حيث أقوم بلف الكادي مع الريحان والبرق بسعف النخل بطريقة جذابة تلفت الأنظار وتضفي رائحة عطرية مميزة ويتم تقديمها كهدية. ويقول إبراهيم عبدالله «يمني الجنسية»: يحضى سوق السبت ببلجرشي بشعبية كبيرة عند اليمنيين ونأتي في موسم الصيف لنبيع البهارات اليمنية والهيل والبن وتلقى راوجًا كبيرًا. وفي السياق قال يحيى أبو حنيفة: آتي إلى السوق يوم الجمعة وأبات بجوار بضاعتي استعدادًا ليوم السبت لنبيع العسل البلدي بأنواعه والسمن البري هناك. وللنساء نصيب وافر في هذا السوق فتقول عليه الغامدي: نبيع في السوق الملبوسات النسائية والمشغولات اليدوية والبخور وثياب البصمة.