رحب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي امس بإعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما عن بدء انسحاب القوات الامريكية من بلده معتبرا ذلك «خطوة جيدة» فيما وصفته حركة طالبان بأنه «رمزي وغير كاف».وكان المتمردون الذين حققوا مكاسب على الارض وكثفوا حدة تمردهم في السنوات الماضية، يعتبرون على الدوام الانسحاب الكامل «لكل القوات الاجنية المحتلة» شرطا مسبقا لاي مفاوضات سلام. لكنهم لم ياتوا في بيانهم امس على ذكر اعلان كابول ثم واشنطن عن اتصالات «تمهيدية» مع الامريكيين بهدف اجراء مفاوضات. واعلن اوباما امس الاول سحب عشرة الاف عسكري من اصل التعزيزات الامريكية التي تم ارسالها الى افغانستان وعديدها 33 الفا هذه السنة على ان يتم سحب ال23 الفا المتبقين بحلول صيف 2012. واشار خصوصا الى الضربات التي سددت الى القاعدة مؤخرا ولا سيما تصفية زعيمها اسامة بن لادن قبل شهرين في عملية كومندوس امريكية في باكستان. وقال كرزاي امام الصحافيين في كابول: «نرحب باعلان رئيس الولاياتالمتحدة»، مؤكدا انها «خطوة جيدة لهم ولافغانستان ونحن ندعمها». في المقابل اعلن متمردو طالبان في بيان ان اعلان اوباما عن بدء سحب القوات من افغانستان «مجرد خطوة رمزية» غير كافية بنظرهم. وجاء في البيان ان طالبان «تعتبر هذا الاعلان الذي ينص على سحب 10 الاف جندي هذا العام مجرد خطوة رمزية لن ترضي المجتمع الدولي ولا الشعب الامريكي اللذين انهكتهما الحرب». وفضل الرئيس الامريكي الاعلان عن بدء انسحاب اسرع مما اوصى به قادته العسكريون لكنه سيترك اكثر من 65 الف جندي امريكي في افغانستان مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2012 التي يخوضها سعيا للفوز بولاية ثانية. والعناصر الامريكيون الذين سيكونوا قد غادروا افغانستان في صيف 2012 يتوافق عددهم مع عديد التعزيزات التي قرر اوباما ارسالها في ديسمبر 2009. واعتبر اوباما ان تلك التعزيزات تكون قد انجزت مهمتها المتمثلة بوقف زخم تحركات طالبان ومنع القاعدة من تركيز قواها مجددا هناك. من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس إنه سيقتفي اثر الولاياتالمتحدة في بدء انسحاب تدريجي للقوات من أفغانستان في خطوة من المرجح ان تدعمه قبل حملة انتخابية في 2012 .وقال ساركوزي إن القوات التي أرسلت للدعم ستبدأ في العودة في إطار زمني مشابه لانسحاب القوات الأمريكية. وذكرمكتب ساركوزي في بيان صدر عقب اتصال هاتفي مع اوباما «نظرا لما شهدناه من تقدم (في افغانستان) ستبدأ فرنسا انسحابا تدريجيا لقوات الدعم التي أرسلت إلى أفغانستان بشكل متناسب وفي إطار زمني مشابه لانسحاب التعزيزات الامريكية». وقالت فرنسا التي تنشر نحو أربعة آلاف جندي في أفغانستان وقتل من جنودها هناك 62 إنها ستبدأ إعادة انتشار القوات وتسليم المناطق التي تسيطر عليها للجيش الأفغاني في 2011 . الى ذلك، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس ان بلاده تشارك في المحادثات مع حركة طالبان وذلك بعد ايام من اعلان الولاياتالمتحدة اجراء محادثات مع الحركة بهدف انهاء الحرب في افغانستان. وقال هيغ لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) خلال زيارة لكابول «يمكن ان نعلن رسميا وجود اتصالات وأن بريطانيا على صلة بذلك بل دعني اقول تدعم تلك الاتصالات».