في مقالات فارطة تحدثت عن ثقافات مجتمعية متعددة، وكان آخرها مقالة عن ثقافة "يوتيوب"، التي وجدت ولله الحمد صدى رائعاً من مثقفين ومثقفات من السعودية وخارجها، وإذ أشكر جميع الرسائل الإلكترونية التي وصلتني عبر البريد أو صفحتي على ال"فيس بوك"، أود أن أشير إلى أن مثل ذلك التفاعل المبهج هو الأساس في تقديم فكر نير يرتقي بالفكرة ويجودها ويزيد من جدواها وأثرها الإيجابي على المتلقي في أي مكان؛ وبما أن الحديث متسق ومتصل في ذلك المنحى، أحيي كل شاب أو شابة يستخدم "اليوتيوب" فيما يفيد البشرية ويعكس ثقافته وأخلاقه من خلال ما يبثه للناس أجمعين؛ وهنا أتوقف عند مقطع فيديو لأحد الشباب الذين أبدعوا في رصد بشاعة حوادث السيارات في السعودية، والأخطار الداهمة التي اكتنفت المجتمع جراء تهور مجانين القيادة في الشوارع الذين حولوا السيارات من وسيلة تنفع البشر إلى سلاح فجع الأسر، وحطم الآمال، وقضى على الشباب والشابات في عمر الزهور؛ فيا لها من كارثة حقاً حين يتحدث ذلك المقطع عن نسبة الوفيات التي وصلت في العقدين الماضيين إلى 86 ألف حالة وفاة، والإصابات إلى 611 ألف حالة إصابة، وأضاف صاحب المقطع أنه من المتوقع أن يصل عدد الوفيات في عام 2019م، لوحده إلى 9600 حالة وفاة إذا استمرت وتيرة جنون قائدي المركبات كما يحدث في كثير من مدن السعودية. إنها مصيبة حقاً أن نتحدث عن أرقام كهذه، بغض النظر عن عدم دقتها 100%، فالأكيد أن نسبة الحوادث في السعودية عالية مقارنة بأي دولة عربية أو عالمية أخرى؛ إذن ليشرع المعنيون بالأمر في إقرار نظام صارم يضرب بيد من حديد ليردع كل المتهورين، ويوقف نزيف الدم اليومي في شوارع المدن؛ أما الحديث عن الوعي فالأمل يبدو فيه ضعيفاً في ظل ما نشاهده من تهور شبابي يحمل "صراخ" إطارات السيارات حتى في الشوارع الآهلة بالعوائل والسكان؛ نعم سنثق في الوعي ولكن حينما يصل الفرد ورب الأسرة إلى الإحساس الرفيع بالمسؤولية تجاه المجتمع؛ وصحيح أن هناك نماذج مشرفة لكنني أقصد الأكثرية من أولياء الأمور الذين أطلقوا العنان لأبنائهم لأذية العباد في كل حارة وموقع..! ختاما.. ليتنا نتحدث عن الانضباط وفرض النظام والرقي المدني قبل أن ننادي بقيادة المرأة للسيارة..؟! [email protected]