يُظهر حجرا الأساس اللذان تم وضعهما مؤخرًا لمشروعي متحف الدمام الإقليمي، ومتحف الجوف الإقليمي، أن المنطقتين (الشرقيةوالجوف) عريقتان في حضارتيهما منذ القدم، وأن الشرقية كانت موطنًا لحضارات المدن في المملكة العربية السعودية، كما أن الجوف من خلال موقع الشويحطية تعدّ أقدم مكان استوطنه الإنسان في الجزيرة العربية. فحجر أساس المتحف الذي تم وضعه أخيرًا برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، هو مستنسخ لقطعة أثرية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، عُثر عليها في إحدى التنقيبات الأثرية جنوبالظهران، وهي عبارة عن ختم يظهر عليه صورة حصان. والقطعة الأثرية من حجر المرو شبه الشفاف، وبيضاوي الشكل تقريبًا، وقاعدته محدبة، وعليه رسم غائر لحصان يعلوه نجمة، وبه ثقب نافذ، وعثر عليه في جنوب مدينة الظهران عام 1403ه. ويؤكد حجر الأساس كثرة وتنوع المناطق الأثرية في المنطقة الشرقية، حيث يوجد بها فيها أكثر من (2000) موقع أثري، وسيجمع المتحف في قاعاته، القطع الأثرية التي تمكن الزوار من التعرف على تاريخ المنطقة بوجه خاص، وتاريخ المملكة العربية السعودية بوجه عام. وتظهر المواقع الأثرية والقطع الأثرية في المنطقة الشرقية نشوء حضارات المدن فيها، خلال الألف الأول قبل الميلاد والقرون الميلادية الأولى، حيث نشأت ممالك عدة في أجزاء كثيرة من الجزيرة العربية، اصطلح على تسميتها بالممالك العربية الوسيطة، ومنها مملكة الجرهاء في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، حيث كان الجرهائيون وسطاء التجارة بين السبئيين والهنود وبلاد الرافدين والغرب اليوناني، وكانت مدينتهم السوق الرئيسة في شرقي الجزيرة العربية. أما حجر أساس متحف الجوف الذي وضعه الأمير فهد بن بدر أمير منطقة الجوف والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأسبوع الماضي في محافظة دومة الجندل، فهو عبارة عن رسم لأسد يحمل نقشًا يعود إلى القرن الثاني الهجري، من موقع مويسن بالجوف، وقد كُتب على الرسم عبارة: «صنع يعلي بن يزيد هذا الأسد سنة أربع وأربعين ومائة».