أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس الثلاثاء، مرسوما منح بموجبه عفوا عاما وذلك بعد يوم واحد من تعهده بإجراء إصلاحات واسعة في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد حكمه. وفيما نزل عشرات آلاف من الأشخاص صباح أمس إلى وسط دمشق للتظاهر دعمًا للأسد، وفق ما أفادت صحافية في وكالة «فرانس برس». قال نشطاء وسكان إن قوات الأمن قتلت بالرصاص ثلاثة أشخاص باشتباكات في حمص وبلدة الميادين في محافظة دير الزور بين موالين للرئيس ومحتجين يطالبون بإسقاط حكمه. يأتي ذلك، فيما حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على وعد بزيارة «المناطق المضطربة» في سوريا، كما أعلن أمس رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرغر الذي زار دمشق لهذا الغرض. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن العفو العام وهو الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أسابيع يشمل كل الذين ارتكبوا جرائم قبل تاريخ 20 يونيو الجاري. وبعد العفو الأول أفرجت السلطات السورية عن المئات من السجناء السياسيين في حين تقول جماعات حقوق الإنسان أن الآلاف ما زالوا يقبعون في السجون. وقال الأسد أمس الأول إنه سيطلب من وزارة العدل دراسة توسيع نطاق العفو الحالي بعد لقاءات عقدها مع مسؤولين محليين. واحتشد عشرات الآلاف من السوريين أمس في مسيرات مؤيدة للرئيس الأسد في جميع أنحاء البلاد دعما لبرنامج الإصلاحات الذي وعد به والذي رفضه المحتجون على الفور. وأظهر التلفزيون السوري مسيرات في حلب ودمشق ومدينة درعا الجنوبية، حيث بدأت الاحتجاجات أول مرة في منتصف مارس. ولوح الناس بعلم بلدهم، رافعين صور الأسد، ومطلقين بالونات في الهواء تحمل الوان العلم. وقال شهود عيان في محافظة درعا إن قوات الأمن فتحت النار لتفريق عدة آلاف من المتظاهرين في حي المدينة القديمة. ونزل المحتجون إلى الشوراع ردا على مظاهرة مؤيدة للحكومة في منطقة المحطة قالوا إن موظفين وأفرادا من الجيش يرتدون ملابس مدنية تلقوا الأوامر بالمشاركة فيها. إلى ذلك، حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على وعد بزيارة «المناطق المضطربة» في سوريا، كما أعلن رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرغر الذي زار دمشق لهذا الغرض. وأجرى كيلينبرغر محادثات في سوريا مع رئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم، كما جاء في بيان للصليب الأحمر. ونقل البيان عن كيلينبرغر قوله إن المحادثات تناولت حصرا المسائل الإنسانية وكانت صريحة. وأضاف أن المسؤولين السوريين كانوا منفتحين واتفقوا على منح اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري حرية الوصول إلى المناطق المضطربة. وأشار المسؤول أنه سيراقب عن كثب الطريقة التي ستطبق بموجبها السلطات السورية قرارها. وأثناء محادثاته مع ممثلي الحكومة السورية، طلب كيلينبرغر ايضا ان يسمح لموفدي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة معتقلين.