غدا الأربعاء هو الموعد الأخير الذي حددته أمانة جدة لإخلاء المساكن في وادي قوس والحرازات والاحياء الداخلة ضمن مخطط الازالة لصالح مشاريع السدود الخمسة وأحواض التجميع التي تعكف الامانة على تنفيذها شرق الخط السريع ضمن الحلول العاجلة لحماية المحافظة من خطر الامطار والسيول. ومع اقتراب ساعة الصفر بموجب الاشعارات التي وزعتها فرق من بلدية ام السلم قبل ثلاثة أيام مطالبة الأهالي بسرعة الاخلاء قبل يوم الأربعاء، ابدى عدد من المواطنين مخاوفهم حيال انتهاء المدة المحددة بالاشعار دون الوصول إلى حل مرض للطرفين، مشيرين إلى أنهم عاشوا في قلق وأرق دائمين على مدى ال 72 ساعة الماضية وتشتت مساعيهم مع المسؤولين هنا وهناك، كون المدة غير كافية للاخلاء خصوصا وانها تتزامن مع فترة الاختبارات النهائية لابنائهم فضلا عن عدم تسليمهم التعويضات المستحقة لهم أو توفير مساكن بديلة. من جانبها امتنعت أمانة محافظة جدة عن التعليق على هذا الموضوع، مكتفية بالقول «جميع الامور المتعلقه بهذه الاحياء سيتم الحديث عنها اليوم في الجولة التفقدية لصاحب السمو الملكي الامير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية للاحياء المستهدفة بالاخلاء ومن بينها وادي قوس، والتي سيرافقه فيها امين محافظة جدة الدكتور هاني ابو راس. إعادة النظر في المدة (أم محمد) - 69 عاما - تسكن بالمنطقه المجاورة لوادي قوس ناشدت عبر «المدينة» المسؤولين في الجهات المعنية إعادة النظر في المدة التي تم تحديدها لإخلاء المساكن، على أن يتم تعويضهم ماليا بما يمكنهم من إيجاد مساكن بديلة قبل الخروج من المنطقة التي يسكنون بها منذ 30 عاما، بعد ان قاموا بشراء الاراضي بمبالغ تجاوزت المائة الف ريال في ذلك الوقت، ولديهم وثائق الشراء. واضافت ولسانها يلهج بالدعاء لقادة هذه البلاد: نحن نثمن لحكومتنا الرشيده هذه الجهود، ونطلب من المولى عز وجل ان يمدهم بالعون والتسديد، وكل مانريده هو البديل عن هذه المنازل التي لا نملك ماوى سواها. البلدية لا تعلم بدورهما قال كل من أبو حسان الاحمدي، وصالح الحربي: فوجئنا صراحة بهذا التصرف (قرارات الإخلاء العاجلة) والذي لا ندري على اي اساس تم اتخاذه، حيث تم توزيع اشعارات الاخلاء علينا وبشكل مفاجئ ظهيرة يوم السبت الماضي والتي تطالبنا بإخلاء منازلنا في موعد اقصاه يوم غد الاربعاء، وحين راجعنا بلدية ام السلم الفرعية لاستيضاح الأمر أجابنا احد مسؤوليها بأنه لا يعلم شيئا عن هذه الاشعارات، قال ذلك رغم أنها صادرة من البلدية!!. وأشار إلى أن المواطنين تحركوا منذ وقت مبكر فور الإعلان عن انشاء السد بالوادي في اعقاب الكارثة الاولى، وذلك في محاولة لفهم مالهم وماعليهم وترتيب أوضاعهم مبكرا بما في ذلك توفير منازل بديلة، الا انهم لم يجدوا حينها من يتحدث اليهم او يبصرهم، وظلوا يدورون في حلقة مفرغة بين الامانة والبلدية الفرعية قبل أن يصدموا بإشعارات الإخلاء المفاجئة.