كثيراً ما نقرأ ونسمع عن جملة يتداولها الكثير من الناس وتنادي بها الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التطوعية -المهتمة بالمجتمع والأسرة والشباب والأطفال والبيئة- ألا وهي (المسؤولية الاجتماعية)، فهي معروفة لدى الجميع بأنها واحدة من المفاهيم الاجتماعية التي لم تقدر حق تقديرها، ولم تعط أهميتها وأثرها وبعدها الاقتصادي الصحيح، وذلك يعود لحداثة دور القطاع الخاص محلياً مقارنةً بتاريخية الاقتصادات المتقدمة وعلو كعبه في دوره الكبير والريادي في تلك الاقتصادات، وبالتالي استشعار أهمية كسب الجماهير والسمعة الجيدة في أوساط المجتمع. وأثناء تصفحي وبحثي عن المواضيع التي تخص (المسؤولية الاجتماعية) لفتت انتباهي عبارة: «إذا لم تكن مسؤولاً فلن ينوب عنك أحد»، حيث حملت هذه العبارة في طياتها جملة عظيمة من المفاهيم والمعاني حول (المسؤولية الاجتماعية) التي ظل ينشدها العالم بأسره، بعد أن أصبح في دائرة صراع مغلقة على مختلف الأصعدة وفي كافة المجالات، فبدأ المختصون يحذرون من مآلات هذا الصراع وانعكاساته السالبة على المجتمع في كافة الدول الفقيرة والغنية، مطالبين قادة العالم بالتحلي بروح المسؤولية حفاظاً على سلامة المجتمع، ولتبصير المجتمع بخطورة الموقف، ولخلق رأي عام عالمي عقدت عدة ورش وندوات في عدد من البلدان لتبصير المجتمع بخطورة الوضع الذي لا بد من تغييره. حيث أجمع جميع المهتمين في أمور (المسؤولية الاجتماعية) على أهمية التحلي بها وذلك لتحقيق السلامة العامة، إلا أن بعض الخبراء أقروا بأن (المسؤولية الاجتماعية) ظلت محل شد وجذب بين الدول الفقيرة والدول الغنية لعدم وجود عقوبات قانونية تلزم الدول خاصةً الكبرى بالتقيد بشروط المنظمة الدولية للتقييس، مؤكدين على أن المطالبة بإقرار (المسؤولية الاجتماعية) في العالم يحتاج إلى تعاون الجميع، وأن المؤتمرات والندوات والملتقيات وورش العمل تعتبر فرصة لتبادل الأفكار بين كافة المختصين والخبراء للخروج بأفكار جديدة تدعم أمر (المسؤولية الاجتماعية). (فالمسؤولية الاجتماعية) يجب أن تحاط ببيئة تشريعية مشجعة، وذلك لدعم الزيادة والنماء في مضاميرها المتعددة أياً كانت، إنسانية أو اجتماعية أو غيرها، وذلك في القطاع الخاص المحلي والخارجي «الشركات الأجنبية»، خصوصاً أن (المسؤولية الاجتماعية) بدأت تتدنى في الاقتصاد السعودي، في حين الأجدر أن تكون مثالاً يحتذى به ، وأرى أن (المسؤولية الاجتماعية) بحاجة إلى المزيد من التوعية ورفع اللبس الحاصل لدى البعض من أصحاب المال الذين يخلطون بين الزكاة المفروضة عليهم للفقراء، وبين المسؤولية التي تكون غير الزكاة، والتعريف بكل ما تقدمه البيوت التجارية من باب حث الآخرين على التنافس والمنافسة والأجر والثواب من الله والإعلان عنها لدعوة الآخرين لمزيد من العطاء في موضوع (المسؤولية الاجتماعية).. كما أرى أن على وسائل الإعلام المختلفة تكثيف برامجها التوعوية في التعريف بأهمية (المسؤولية الاجتماعية) من خلال تبني الحوارات والنقاشات واللقاءات الإعلامية مع المهتمين بالمسؤولية، وذلك لنشر الوعي بين كافة شرائح المجتمع. وهنا أوجه دعوة لكل الشركات وأصحاب رؤوس الأموال أن يضعوا بصمتهم على التنمية في (المسؤولية الاجتماعية) من خلال المساهمة في تبني مشاريع تنموية مجتمعية ذات أهمية، بالإضافة إلى دعم الفعاليات التي تترك الأثر الإيجابي في المجتمع، وأن تقام شراكة بين الجهات الرسمية والقطاع الخاص، وبذلك إن شاء الله نترجم دعوة الإسلام الحنيف إلى التكافل والتراحم والتعاضد على اعتبار أن مثل هذه الدعوات تؤصل بشكل أكبر لثقافة (المسؤولية الاجتماعية)، وتزيد من إمكانات فعالياتها وتأثيرها في المجتمع، كما تسهم اقتصادياً بإيجابية كبيرة نحو سد بعض الثغرات في كيان اقتصاد المجتمع. [email protected]