واعبرتاه.. لامست قلوبنا ولكنها لم تلامس نخوة....، كغيري من معظم الآباء السعوديين في الرياض والمدن الكبيرة نذهب مع عائلاتنا في نهاية الأسبوع للأسواق للتبضع أو حتى لتغيير الجو، وفي كل مرة نشاهد ما يفعله الشباب من الترقيم والمعاكسات، وكلنا نتعجب من أشكال هالشباب والشابات والقصات والبناطيل والعبايات والخافي كان أعظم، وفي النقيض نشاهد بعض الشباب السعودي الكادح يعملون في أكشاك بيع القهوة، فلماذا نجد نوعين متضادين في بلد عدد سكانه ليس بالكبير والعادات والتقاليد لجميع أطياف الشعب بدأت تنطمس شيئًا فشيئًا وأصبحت متساوية تقريبًا في المدن الكبيرة؟. لو أجرينا مسحًا سريعًا للمحلات التجارية الخاصة بمستلزمات النساء في المراكز التجارية وعدد العاملين فيها من أجانب لوجدنا أنها تشكل النسبة العظمى من محلات جميع مراكزنا التجارية تقريبًا 75% من المحلات تخص النساء، وعدد العمال فيها يتراوح من 2 وحتى 10 أي معدل 5 لكل محل (مجازًا)، بالعربي 5 فتيات سعوديات في ثلاثة أرباع محلات جميع الأسواق والمراكز والمولات، أتوقع أن كل القراء الآن يستطيعون تخيل زحمة البنات في بداية الدوام ونهايته في الورديتين ولا تنسوا عدد السواقين، وأيضًا الزحمة في داخل السوق، ونسبة السواد بسبب العبايات أكيد بتزيد، زحمة الدخول والخروج وامتلاء السوق وما يصاحبها من اختلاط ومعاكسات تعتبر مشكلة بسيطة مقارنة مع تخيلنا لبعض الشباب والشابات بنفس هذه الأسواق بعد تطبيق قرار (سعودة بنات فقط) وتخيلوا فرحة شباب طيحني وسبايكي وبنات ايمو.. وياليل خبرني وياليل ما أطولك. ومع ضعف الحصيلة العلمية لشبابنا وضعف مخرجات التعليم بشكل عام أكيد أن نتائج الأسواق الجديدة ستزيد من ضعف شبابنا علميًا ودينيًا والله المستعان. خلونا نكون واقعيين وصادقين مع أنفسنا ونقول وش بنسوي بعد العملية الحسابية السابقة والمخيفة لعدد البنات العاملات في السوق والمتسوقات والشباب المتسكع في هذه الأسواق، من يقدر يمسك الشباب عن الأسواق ومن يقدر يقول لبنته لا تروحين السوق أو عملك في السوق ما يصلح (حرام)، طبعًا شباب الفيس بوك وإخوانه من برامج الدردشة ومواقع اللي بالي بالكم سوف يغيرون إستراتيجيتهم قليلًا نظرًا للظروف القاهرة، فسيخرجون يوميًا من العصر وحتى إغلاق الأسواق، وبعدها يرجعون لمواقعهم عند الشيخ الإنترنت سالمين غانمين! (مرقمين )، طيب هذا الشاب وهذه الشابة اللي رجعوا من الأسواق الجديدة وجوالاتهم محملة بالأرقام والصور والمقاطع المتبادلة ويرجع يشوف الدش ويدردش في النت مع الجنس الآخر وش نتوقع منهم اليوم الثاني، أكيد سيحررون فلسطين أو أقل من ذلك بقليل، يعني سيبرون آباءهم وسوف يصبحون يومًا من الأيام عماد هذا البلد وحصنه الحصين ضد الخطر الخارجي سواءً فكريًا (جاهزين) أو حتى عسكريًا.. ويا حسرتى على شبابنا. نرجع لأسواقنا الآن فهي على ما فيها من مخالفات شرعية إلا أنها سوف تزداد سوءًا وستصبح مقرًا للغزل والمواعيد والتسكع وقضاء أوقات الفراغ أكثر مما هي عليه الآن بالكم والكيف، وسينقسم رأي الجميع ذكورًا وإناثًا بالنسبة للأسواق والمجمعات والمراكز التجارية، إما مبغضون يبحثون عن البدائل وإما مغرمون لن تتعب في البحث عنهم، وسوف تجدهم دون عناء في الأسواق بدل الاتصال عليهم بالجوال. . إذن لا بد لنا من وقفة جدية أمام ما نواجهه من متغيرات خطيرة وقوية هي السمة الواضحة التي نستطيع أن نصف بها عصرنا هذا، ومن هنا نشدد على أن مواجهة هذه المتغيرات يبدأ من الأسرة الصغيرة حتى نصل للمجتمع الكبير الذي ترعاه الدولة.