تصدت الضحية الأخيرة لمحاولات اعتداء خاطف الفتيات القاصرات عليها بتلاوة القرآن لحظة محاولة الجاني الاعتداء عليها، حيث امتازت الضحية بذكائها وحفظها لخمسة أجزاء من كتاب الله. وتمكنت الفتاة التي لم تبلغ العشر سنوات بعد، من الحفاظ على نفسها على الرغم من محاولات الوحش البشري المتعددة للاعتداء عليها، إلا أنها استطاعت أن تردعه بتلاوة القرآن والمعوذات، فكان يبتعد عنها عندما يسمعها تتلو آيات الله ويعود إلى مكانه، مطالبًا إياها بالصمت وعدم قراءة القرآن، ومن ثم يعتدي عليها بالضرب على وجهها وتهديدها حتى تتوقف عن تلاوة القرآن. وقالت الضحية: إن الجاني كان يضربها ويربطها عندما يسمعها تقرأ القرآن، ولكنه لم يتمكن منها. وتروي الضحية (م. م . س) تفاصيل اختطافها موضحة أن الجاني استغل مغادرة الحارس الخاص بمدخل النساء، وطرق الباب ففتحت له معتقدة أنه أحد المعازيم، لتفاجأ برجل يطلب منها الحضور معه ليسلمها أغراضًا خاصة بالعروس. وقالت: خدعني بكيس كان يدعي وجود الأغراض فيه وعند خروجي واقترابي منه أمسك بيدي، مفيدا بأن الأغراض الأخرى بالسيارة، وأن علي الذهاب معه إلى مكانها بجوار المدخل فرفضت، إلا أنه اصطحبني عنوة، وطلب مني عدم إصدار أي صوت، وكنت أتوقع أن الأمور ستنتهي عند هذا الحد. إخفاء الضحية وتكمل الضحية القصة: عندما وصلت إلى السيارة أركبني بالقوة، حاولت أن أصرخ ولكن دون جدوى حيث هددني، واجبرني على الجلوس عند موضع قدم الراكب وإخفاء رأسي، وحذرني من إصدار أي صوت وسار بي إلى طريق لا أعرفه، ولكن كنت ألاحظ بعض المعالم مثل قاعة بلياردو وقصر أفراح آخر، ولم يكن الجاني يمكنني من رفع رأسي. الوصول إلى منزل الجاني وتواصل: لحظة وصولنا المنزل طلب مني الجاني أن أصعد معه، مفيدًا بأن الأغراض داخل الشقة وعلي مصاحبته لأخذها والعودة للقصر، ودخلت الشقة تحت التهديد، فسارع إلى إقفال الباب وسحب المفتاح، ولم أكن أعرف ماذا كان يضمر من عمل في داخله. وتضيف: شرع الجاني في إعداد « رأس الشيشة « وبعدها أخذ الذي تعرفت عليه بعد القبض على الجاني، وجلس يسألني عن اسم والدي، مؤكدًا لي أنه يعرفه تمامًا وسيقوم بالاتصال عليه وإبلاغه بأنني معه، وسيعيدني عند انتهاء الزواج. واستطردت: أخذ الجاني الجوال وأجرى اتصالا ادعى فيه أنه هاتف والدي، وأبلغه بوجودي معه، طلبت منه أن أتحدث إليه، ولكنه رفض وعندما ألححت عليه ضربني على وجهي، وطلب مني أن التزم الصمت. قراءة القرآن تقول الضحية: حاول الجاني الاعتداء علي، ولكنه بفضل الله وقراءتي للقرآن كل ما هم بي ابتعد عني، وكان عندما يسمع تلاوتي لبعض الآيات التي احفظها يتراجع، ويعود لضربي طالبًا مني أن أصمت وألا اقرأ القرآن، ولكني لم أنصع لطلبه، وبقيت أقرأ حتى شرقت الشمس، وبرعاية الله لم يتمكن من الاعتداء علي. تصمت ( م. م . س) والحزن وذكرى القصة مازالت تخيفها، ثم تعود للحديث موضحة «بقي الجاني بعد طلوع الشمس يتابع في التلفاز حتى الساعة الثامنة تقريبًا، وأبلغني بأنه سيأخذني إلى أحد المنازل التي سأجد فيها أحد أقاربي دون أن يحدد من سأجد، نزلنا من المنزل، وصعدت معه في سيارته، وبنفس الأسلوب لم يمكنني من مشاهدة الطرق أو معرفة المكان، إلا أنني استطعت مشاهدة بعض المواقع التي لاحظتها مثل لافتة صيدلية السديس وصيدلية راب، وكانت قريبة من منزله، ولم نسر بالسيارة بعيدًا عن تلك المواقع. التخلص من الضحية وتقول: توقف الجاني بالقرب من مستوصف النهضة في حي المنتزهات، وبجوار أحد المنازل قال بأن الأطفال في انتظاري بالدول العلوي، وأن علي الصعود اليهم ومناداتهم حتى يرافقوني إلى أسرتي كون الزفاف انتهى -كما يقول- وبالفعل غاردت السيارة، ودخلت إلى المنزل، وصعدت إلى الدور العلوي، ولم أجد أحدًا بالعمارة، فعدت لأجده قد اختفى ولم يعد له أثر . وتنهي الضحية قصتها بقولها: بدأت في البحث عن من يساعدني، وفي الطريق لاحظت شخصًا كان يوصل بعض الأغراض لأسرته، طلبت منه مساعدتي بتمكيني من الاتصال على والدي من هاتفه الجوال، ولكن لم يكن لديه هاتف، إلا أنه أوقف سيارة أجرة وهاتف والدي، وأبلغه بأنني موجودة لديه، وانتقلت مع الشخص الذي أسعفني إلى المكان الذي اتفق عليه مع والدي الذي انهمرت عيناه بالدموع بعد مشاهدته لي، وحمد الله على عودتي إليه سالمة. وطالب والد ( م. م . س) بسرعة محاكمة هذا المجرم الذي روع المسلمين، وأثار الرعب والخوف في نفوس الجميع، خاصة وأن كل أبناء هذا الوطن يشعرون بنعمة الأمن والأمان التي أنعم الله بها على هذه البلاد. وقال: إنه لن يقبل بأي عقاب لمثل هذا الجاني إلا بقتله وصلبه ليكون عظة وعبرة لغيره، كونه سعى في الأرض فسادًا واعتدى على أطفال أبرياء لا يعرفون عن الحياة سوى اللعب واللهو. وأضاف: بفضل من الله، فقد ساعدت ابنتي رجال الأمن كشف هوية الجاني من خلال المعلومات التي قدمتها، والتي سهلت الوصول إلى منزله، والقبض عليه بعد ملاحقة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.