أخذني التفكير في الخبر الذي نشرته بعض مواقع النت حول تعرّض زوج مقيم للضرب على يد زوجته المُعلمة المتعاقدة لطلبه منها بتحويل مبلغ من رواتبها إلى حسابه المصرفي، ورفض إعادته، أخذني إلى التفكير في حال كثير من الموظفات السعوديات اللاتي يتربص الأزواج برواتبهن للاستيلاء عليها .. أو يخيروهن بين هذا وبين العودة إلى بيوت آبائهن فلا يكون أمامهن إلا الإذعان وكتمان معاناتهن واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى. ليس هناك ما يمنع بالطبع من أن تساعد المرأة زوجها بإرادتها طوعا دون ضغط من الزوج إذا كانت موظفة أو ذات مال. فمشاركة المرأة، طوعاً ومن منطلق المودة والمحبة بين الزوجين، في أن يكون دخلها جزءا من دخل الأسرة، هو أمر يقوي العلاقة الأسرية. لكن المستهجن هو أن تكون المرأة مجالا لاستغلال ولي أمرها، يبتزها ويفرض عليها تسليم راتبها أو جزء منه كإتاوة مقابل موافقته على عملها .. أو أن يجعل من استيلائه على راتبها مقياسا للحب والطاعة؟! الجديد هنا أن تنتقل هذه الظاهرة – شبه المحلية – إلى المقيمين بيننا فيتأثروا بها. والمثل يقول «من عاش مع القوم أربعين يوما صار منهم». وإذا كان رد فعل الزوجة جاء على عكس ما توقعه الزوج، فناله الجزاء العادل!! فإن ذلك يقودني إلى الطلب من الزوجات أن يقمن بحملة على الفيس بوك بعنوان: (رواتبنا حق لنا). أما ضرب الزوجة لزوجها إذا ما استولى على راتبها فهذا أمر لا شأن لي به .. وأتركه لقوة الزوجة وشكيمتها .. ومدى دلالها على زوجها، ومدى إيمان الزوج بأن «ضرب الحبيب زي أكل الزبيب»!! [email protected]