تسببت موجة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا هذه الأيام والمطالبة بتنحي الرئيس بشار عن الحكم، في نشوب مواجهات دامية بين العلويين والسنة مساء أمس الأول في مدينة طرابلس اللبنانية (شمال) خلفت ستة قتلى وعددا من الجرحي، الأمر الذي استدعى انتشار الجيش اللبناني أمس في المدينة الشمالية. يأتي ذلك، فيما دعت بريطانيا أمس رعاياها الى مغادرة سوريا فورا على متن الرحلات التجارية، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية إجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر. وانتشر الجيش اللبناني أمس في مدينة طرابلس في أعقاب مواجهات دامية بين العلويين والسنة مساء أمس الأول، سقط فيها ستة قتلى على الاقل وعدد من الجرحى، فضلا عن أضرار مادية جسيمة في حيي باب التبانة وجبل محسن. ودارت الاشتباكات في محيط شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين الواقعتين في مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية عقب تظاهرة مناهضة للرئيس السوري خرجت في شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة. وصباح أمس، خرج السكان لتفقد الاضرار في هذين الحيين الفقيرين للغاية حيث غالبا ما تدور مواجهات بين سكانهما السنة والعلويين. وبحسب بيان للجيش، الذي يتولى في لبنان حفظ الامن الداخلي الى جانب مهماته الدفاعية التقليدية، فقد انتشرت وحداته بكثافة في المنطقة التي شهدت الاشتباكات وباشرت تسيير دوريات واقامة حواجز لضبط المخالفات والظهور المسلح. إلى ذلك، دعت بريطانيا أمس السبت رعاياها إلى مغادرة سوريا فورا على متن الرحلات التجارية، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية إجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «ان على الرعايا البريطانيين الرحيل على الفور في رحلات تجارية طالما أنها ما زالت تعمل كالمعتاد». واضافت الوزارة محذرة : «إن أولئك الذين يختارون البقاء في سوريا او التوجه إليها بالرغم من تحذيرنا، عليهم أن يعلموا أنه من المرجح جدا ان لا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم أي خدمة قنصلية عادية في حال حصول تدهور جديد للنظام العام او في حال اشتدت الاضطرابات المدنية. ستكون امكانات الاجلاء عندئذ محدودة جدا بسبب القيود المحتملة على السفر والاتصالات». من جهة أخرى، نقلت «فرانس برس» عن ناشط حقوقي قوله :إن الجيش السوري اقتحم أمس بلدة بداما التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في إطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها في ريف مدينة ادلب. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن : إن «الجيش السوري اقتحم عند الساعة السادسة صباحا بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث سمع صوت اطلاق اعيرة نارية». واضاف رئيس المرصد: «انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة». وأشار عبدالرحمن الى ان «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الاراضي السورية بالمؤونة»، معربا عن خشيته «من الاثار الانسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية».