قال الضَمِير المُتَكَلّم : يتميز الدين الإسلامي بأنه دين شمولي لجميع تفاصيل حياة الأفراد والمجتمعات ، وأيضاً أنه دين يتصف بالديمومة في تشريعاته ؛ فهو صالح لكل زمان ومكان ، ولديه القدرة على التفاعل والتكيف مع المتغيرات والمستجدات . كل ذلك من المُسلمات في مجمَل وعموم الأحكام ، ولكن اجتهاد بعض العلماء في تفاصيل المسائل تفسيراً وحكْمَاً أوجد تعدد الآراء وظهور الاختلافات التي يبدو أن أساسها ومصدرها إضافة إلى الدليل رفضاً وقبولاً (فلسفة العَالِم) ؛ وهل تقوم على الشدّة في إصدار الحكم والفتوى وصناعة دوائر من الاحتياطات ، وحصون من سَدّ الذرائع .. أم أن منهجه الأخذ بمبدأ التيسير على الناس كل ذلك مقبول ؛ فالاختلاف أحياناً رحمة ؛ لكن من غير المقبول أن تكون تلك الفتاوى والآراء مسرحاً للانتقائية حسب اتجاهات الريح والمصالح في بعض الدول الاسلامية ! حيث يتحول الدّين معها إلى دِين انتقائي تديره (المصالح) حيث يعمد مَن لديه القَرار في بعض دول عالمنا الإسلامي إلى اختيار الفتاوى أو الأحكام أو الآراء التي يرى أنها تحقق أهدافه حتى ولو كانت وَقْتية (فالفتوى هناك تُسْتَدعى وتُوَظّف) !! فأيام الغزو السوفييتي لأفغانستان المسلمة ، وتَطّلع الشباب المسلم لنجدتهم والمشاركة معهم في قِتَال المعتدين ؛ عَمّت العالم الإسلامي الأصوات التي تُنادي بوجوب الجهاد هناك والنتيجة موجات من الشباب تدفعهم كافة الوسائل المعينة على وصولهم إلى هناك. ثمّ بعد نهاية تلك الحقبة الزمنية ؛ التي أفرزت الإرهاب والعنف ، وظهور ( القاعدة ) التي استهدفت الغَرب عموماً وأمريكا تحديداً ؛ ونظراً لاختلاف المعطيات ؛ فقد استدعيت وبرزت على الساحة الإسلامية نظرية تحكم بأنّ الجهاد له ضوابط محددّة ، ، وأن مفهوم الدولة الإسلامية الكبرى قد سقط في العالم الحديث الذي تقسمه الحدود السياسية . بعض زعماء العرب في الدول التي ثارت جماهيرها اليوم فتحوا خِزانة الفتوى عندما ثارت شعوبهم من الجوع والقهر والظلم ؛ بينما غابت عن قواميسهم ، وألسنة علمائهم (حقوق الرّعية لسنوات طويلة) !! الدين الإسلامي صفحة بيضاء نقية ؛ تلوثها وتلطخ بياضها تلك الانتقائية ؛ فمتى يأتي اليوم الذي تطبق فيه تشريعات الإسلام هناك مجردة من الأهواء ، لابسة رداء التيسير والسماحة ؟! ويبقى السؤال هل تستعمر السياسة الدين أم هو يحكمها ؟! !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain