أجمل وأصدق ما قِيل في الثورة والثوار كلمة قالها صاحبها قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011 في مصر، بل وقبل وفاته، دون أن يشهد الثورة المصرية بسنوات، وكأنه مازال حيًّا بيننا، يرى، ويتابع كلَّ ما يحدث، ويُعلِّق عليه. هكذا يشعر كلُّ مَن يشاهد مقطع الفيديو المنتشر بكثافة على «اليوتيوب» لفضيلة الشيخ «محمد متولي الشعراوي»، والذي تقوم بعض القنوات الفضائية بإعادة بثه ما بين فترة وأخرى..! كلام الشيخ الشعراوي عن الثورة هو جزء من إحدى حلقات خواطره حول القرآن الكريم، ويتحدّث فيه عن الثورة، وسلوك الثوار، وكأنه يتحدث اليوم لشباب ثورة يناير. يقول الشيخ الشعراوي في هذا المقطع: «قد يثور المدنيون علشان ينهون فساد هم يرون أنه فساد، ولازم يبقى فساد ملحوظ. أمّال إزاي حتأيدهم وتصفق لهم،؟ طبعًا يصفق لهم المطحونين بالفساد.. بس آفة الثائرين من البشر شيء واحد، أن الثائر يظل ثائر.. عايز كل يوم يعمل دوشة، لكن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد». ويتابع الشعراوي: «نقول له اهدأ.. ماتفضلش مسلط السيف على الجميع,. الثائر هو الذي ييجي علشان أهل الفساد اللي طغوا على الناس.. يرد مظالم الناس لهم، ثم لا يضع القوم الذين طغي عليهم على رجله ويرفس التانيين برجله.. لأ.. حط الاثنين على رجلك علشان تستقيم الأمور، وتذهب الأحقاد، ويعلم الناس كلهم أنك ما جئت ضد طائفة.. لكن جئت ضد ظلم طائفة.. فإذا أخذت من الظالم، وأعطيت للمظلوم.. فاجعل الاثنين سواء أمام عينيك ومن هنا يجيء الهدوء». ويختتم الشعراوي حديثه: »يبقى الثائر الحق هو الذي لا يظل ثائرًا، وإنما يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد». ولنا عودة. [email protected]