لفت نظري ما جاء في مقال الأستاذ عبدالمطلوب البدراني من وادي الفرع بعنوان: قيادة المرأة للسيارة ليس الأهم (المدينة - 3/7) مشيرًا لما قامت به إحدى النساء في الشرقية من قيادتها للسيارة، وتفاعل الإعلام مع القضية، وفي الحقيقة أوافق الكاتب على كل ما أدلى به، وأحييه على جرأته وشفافيته.. فالاهتمام الإعلامي بمثل هذه القضايا هو جزء من إجراءات تتخذ لإيصال رسالة للمجتمع مفادها أن التحريض المجانب للصواب له عقوباته، ولعلي أتحدّث قليلاً عن ما يتعلق بقيادة المرأة للسيارة، حيث إن قيادة المرأة تؤدي لمفاسد كثيرة، وهي لا تخفى على الدّاعين لها كالاختلاط، فالشرع منع الوسائل المؤدية إلى المحرم، ومنع الأسباب المؤدية للرذيلة. وقيادة المرأة للسيارة لها من السلبيات ما يجعلنا نتحفظ عليها، إضافة للظروف المؤدية والمصاحبة لهذا الأمر من شناعة الذهاب إلى محلات إصلاح السيارات.. فكيف نتصوّر وضع المرأة أمام العاملين في ورش تصليح السيارات، ثم دعونا نتصوّر حال المرأة إذا تعطّلت سيارتها، ألم تطلب العون من الرجال..؟! ثم ما هي الطريقة التي تتعامل بها مع الرجال في نقاط التفتيش؟ وما حالها عند الحوادث المرورية والمخالفات التي بسببها تُودَع المرأة التوقيف، وسيارتها بالحجز؟ ولعلنا ندرك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. الجانب الآخر من مقال البدراني جاء فيه أين الإعلام من العنوسة، وزواج القاصرات، والنظرة الدونية للمطلقات، والعنف الأسري، أقول لله درك حينما قلت هذا، وإن كانت هذه الأمور شخصية تحتاج منا بعث رسالة لكافة المجتمع، ونركز على أولياء الأمور بتفعيل كشف الحقائق لغرض العلاج، وليس سرًّا، ولا أخشى في الله لومة لائم حينما أقول إن هناك دورًا شبه مفقود لأولياء الأمور، فبعض شواطئنا التي تعج بالمنكرات في ظل عدم وجود رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى حقائق المعاملات الربوية، والدور شبه الغائب للمشايخ، والمثقفين، نعم أخي هذه الأمور بحاجة للمثقفين، والأدباء، وأهل الغيرة والصلاح. وفي النهاية.. هناك امرأة قادت سيارتها لا ننكر مخالفتها لعاداتنا وتقاليدنا، ويجب مناقشة الأمر من كافة الجوانب، دون تكتم إعلامي، فما أشير إليه سابقًا جدير بإبرازه ومناقشته إعلاميًّا، نحن ننبذ التكتم الإعلامي في ظل انفتاح الفضاء من حولنا ممّا جعل الكون قرية واحدة، والخبر والحدث يصلان إلى المتلقي وقت حدوثهما. هذا وبالله التوفيق.