أضحت عين فرج يسر الأثرية والتي تقع في سوق العلوي بالمنطقة التاريخية وسط محافظة جدة مكبًا للنفايات. ولم يشفع لها وجودها على مرمى حجر من بلدية جدة التاريخية في أن تكون بمنأى عن أيدي العابثين الذين يرمون نفاياتهم فيها دون تقدير لقيمتها التاريخية. وبعد كل الاهتمام والاحتفاء الذي لقيته من وسائل الإعلام الداخلية والخارجية إبان إعادة اكتشافها مطلع التسعينيات الميلادية بمساعدة معمر من أهالي جدة، تنزوي اليوم هذه العين الأثرية الهامة مملوءة بنفايات وحجارة وبعض الإطارات، خلف عدد من الدكاكين قريبا من برحة نصيف وسط سوق العلوي دون لوحة إرشادية تدل عليها، وإن تصادف وشاهدها أي عابر قادته خطاه إليها فلن يعرفها لعدم وجود لوحة إرشادية تعرف بتاريخها أسوة بما يحدث مع أي آثار بأي دولة في العالم. ولعين فرج يسر قيمة تاريخية كبيرة كشف عنها محمد طرابلسي في كتابه (جدة..حكاية مدينة) حيث يقول: عين فرج يسر عين ماء على عمق يزيد على الثمانية أمتار وبمساحة 812 م2، وبها سبعة أحواض موصلة بقناة، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة لأحد تجار جدة وهو فرج يسر، والذي نهض بعبء جمع التبرعات من التجار في العام 1270ه لإصلاح عين «القوصية»، بعد حدوث أزمة في المياه، واستطاع إعادة جريان الماء إليها واستمر حتى عام 1304ه. (لا تجاوب من البلدية) «المدينة» أجرت العديد من الاتصالات برئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار وأرسلت له فاكسا مرتين خلال أسبوعين، وآخر المطاف التقاه المحرر شخصيا في مقر البلدية ليجيب عن عدد من استفساراتنا وملاحظاتنا حول سلبيات كثيرة رصدناها بالمنطقة التاريخية، ومنها الإهمال الذي تتعرض له عين فرج يسر، لكن كان الإهمال من نصيبنا نحن أيضا، فبعد ساعتين من طلبه إيانا الانتظار بمكتبه لإرسال أحد الموظفين ليأخذنا في جولة بالمنطقة ويجيب عن أسئلتنا لم يحضر أحد، لنخرج كما جئنا بخفي حنين.