عندما نتحدّث عن الرقي والحضارة، وعندما نتحدّث عن السمو والأصالة، وعندما نتحدّث عن الفكر الناضج، والعقلية الواعية، لابد أن نتوقف عند الراقي، الذي نال هذا اللقب بجدارة واستحقاق؛ لأنه ببساطة يمثل الرقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. لن أتحدّث عن مباراة الذهاب، أو حتى مباراة الإياب التي جمعت الأهلي بالشباب، وإن كنت أرى أن الأهلي كسب الشباب في الملعب تكتيكيًّا، رغم أنه خسر ميدانيًّا على مستوى النتيجة، إلاّ أن الأهلي لعب كما يجب، وحسم مباريات الكؤوس بالغة أهلها. سأتحدّث عن موقف الإدارة الأهلاوية الراقية، التي تركت ساحات الإعلام، والصوت العالي، وعملت بصمت وهدوء في حرفية ومهنية عالية، حسب اللوائح والأنظمة، وكسبت المعركة، على عكس الإدارة الشبابية التي وصفت القضية بنكتة الموسم، حتى صدر القرار العادل بلغة القانون، فما كان من الإدارة الشبابية إلاّ أن عادت إلى منصات الإعلام لتبحث عن الاستئنافات والثغرات، ولم تتوقف حتى وجدت نفسها خارج ساحة الأبطال، في ليلة كان جمهور الراقي فيها مضرب المثل لجماهير الأبطال. أمّا صديقي الأمير فهد بن خالد، فقد واصل منهج الرقي الذي اتّسم بالواقعية والمنطقية، وقبل ذلك كله استخدم فيه أسلوب العقلانية، فاحتفل بهدوء واحترم الخصم. لست تحت تأثير سحر المدرج الأهلاوي، ولا أتحدّث من باب المجاملة، وأكره أن أوصف بالمبالغة، لكنني أقولها وبكل صراحة: تعلّموا من الراقي، فالعلم يؤخذ من أهله. [email protected]