تمكّن الباحثون من تحديد ثمانية تباينات وراثية تتحكّم في إنتاج هرمون ضروري مرتبط بالشيخوخة وبأمراض تصيب كبار السّن. ويعتقدون أنّ معالجة أشرطة الحمض النووي يُمكن أن تبطئ من عملية الشيخوخة وتمنع العِلل المُتعلقة بالهرم. فالمُورِّثات تتحكم في مستوى أحد المركبات ويسمى «كبريتات دهيا» الذي يُعدّ حيويًا للعديد من الوظائف الرئيسة في الجسم. ومن المعروف أنّ مستوى المركب المذكور يصل إلى ذروته عندما يبلغ المرء منتصف العشرينات من عمره أو أواخرها ثم ينخفض كلما تقدّم في العمر. وما أن يبلغ الخامسة والثمانين حتى يكون ما يحتويه الجسم منها 5% من أعلى كمية بلغتها. وقد ربط الباحثون بين نقص مستويات الهرمون الأولى «كبريتات دهيا» وأمراض مثل النوع الثاني من السكري والورم اللِِمفي إضافة إلى قِصَر حياة الفرد. وحلل مجموعة من العلماء من أرجاء العالم مستويات طليعة هرمون كبريتات دهيا إضافة إلى 2,5 مليون تغييرًا وراثيًا في 14846 شخصًا من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وحدّدت النتائج ثمان مُورِّثات مشتركة تتحكّم في تركيز كبريتات دهيا، إضافة إلى ارتباط بعض هذه المورّثات بالشيخوخة وأمراض الهَرَم مثل النوع الثاني من السكري والورم اللِمفي. يقول الباحثون: إنّ ما خلصوا إليه يُعدّ بمثابة أول برهان وراثي على أنّه يُمكن لطليعة هرمون كبريتات دهيا أن تتسبّب في أمراض شائعة متعلقة بالهرم أو بتقصير الأجل. فالدكتور غوانجو زاي، مُعدّ الدراسة من كلية كينجز بلندن، يقول: إنّ التسليم بذلك يُمكن نظريًا أن يُبطئ من عملية الشيخوخة، إلا أنه من السابق لأوانه التأكّد من مدى فاعليتها. كما قال: إنّه من المرجو أن نُبطئ مِن «آثار» عملية التقدّم في العمر أو أن نحول دون أن تفعل فعلها بالتسبّب بعِللٍ تتعلّق بالهرم، وذلك بواسطة التحوير الوراثي أو معالجة المورِّثة (الجين). ويُخطط د.زاي مع طاقمه أن يُمضوا العام في استكشاف كلّ مُورِّثة عن كثب آملًا في الكشف عن المزيد. ستكون المرحلة التالية عن تحديد وظيفة كل مُورِّثة، وتحديد تلك التي لها أثر على مستويات كبريتات دهيا. وبمجرّد الانتهاء يُمكن أن تكون تلك هي المرحلة الثالثة بابتكار تقنية لتحوير المُورِّثات، بل وربما جعل الجسم يزيد من مستويات هذا المركب ذاتيًا.