تختلف مجالات الإنشاد وضروبه بين حجازي وحماسي وإنشاد خفيف ووعظ وتوجيه، وبين كل هذه الأصناف تكمن الاختلافات من حيث الصوت والأداء والأصوات المستخدمة إمّا بشرية أو موسيقية، ومع تطور النشيد ظهر من يستخدم بعض المؤثرات من دفوف وأصوات بشرية يتم تعديلها وتحويرها بأجهزة الصوت الحديثة لتبدو أقرب للموسيقى، وفي المقابل ظل من يؤدون الإنشاد بصورته التقليدية. بداية أوضح مؤثر الصوت الأستاذ أحمد مهندسي أن هناك بعض الأناشيد تستخدم إيقاعات معينة تكون في أصلها أصوات بشرية تم التلاعب بها بواسطة تقنيات الصوت وبرامج الحاسوب و"الآهات" التي تعتمد كخلفية موسيقية في بعض هذه الأناشيد وقال: هذه المؤثرات تحدث لبسًا على المستمع لأنها قد تصل في بعض الأحيان لمستوى مقارب لصوت الموسيقى. واستشهد مهندسي بما قاله الشيخ ابن عثيمين في إحدى الفتاوى: (أول ما ظهرت كانت لا بأس بها، ليس فيها دفوف، وتُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة، وليست على نغمات الأغاني المحرمة، لكن تطورت وصارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفًا، ويمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ، كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة، ثم تطورت أيضًا حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة، لذلك: أصبح في النفس منها شيء وقلق، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال ولا بأنها ممنوعة على كل حال، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍ، أو كانت مختارًا لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة، فإنّه لا يجوز الاستماع إليها) تطور ثقافي من جانبه يقول المنشد عبد الله العبودي: أغلب المنشدين يستخدمون المؤثرات إن لم يكن كلهم، ويعود هذا إلى تطور الناس في الثقافة لديهم فالنشيد يعتبر كالتدريس فمن غير المعقول أن طلاب الصفوف الأولى يدرسون الحروف الهجائية منذ عشر سنوات ويظلون في نفس المستوى التعليمي. ومضى العبودي قائلًا: للأسف هناك بعض المنشدين يستخدمون الإيقاع بحثًا عن الشهرة وهذه سلبية للأسف لم تكن موجدوة بالسابق. وعما إذا كان يتمنى أن يصل إلى ما وصل إليه النشيد الإسلامي من إيقاعات ومؤثرات شبيهة بالموسيقى والأغاني أجاب قائلا: أسال الله أن لا يأتي علي هذا اليوم وأن لا يبعد المنشدين عن طريق الحق الواضح. تأييد مشروط! أما المنشد عبد الله المهيدب فكان له حديث آخر حول هذا الموضوع حيث ذكر بأن المؤثرات والإيقاعات إن لم تكن مكلفة للمنشد فإنها مرغوبة وإيجابية، شريطة أن لا تفقد النشيد جماله وأسلوبه الخاص به، وقال: إن كانت المؤثرات والإيقاعات ترتب تكاليف إضافية على المنشد أو طغت على الإنشاد وأفقدته جماله فأنا في هذه الحالة أرفضها. وأبان المهيدب أن بعض الجمهور أبدى استغرابه من ألبوم المنشد الكبير أبو عبدالملك الذي سيصدر مؤخرًا بعنوان "غير" وأنه لم يخرج عن النشيد الإسلامي، وأنه عندما أنشد بهذا النشيد كان قد أخذ استشارة واضحة، مختتمًا حديثه بأن النشيد الإسلامي سيشهد تغيرًا كبيرًا في القادم. موقف جماعي من جانبه يقول المهتم بالمجال الإنشادي الأستاذ عبدالرحمن المحمد: للأسف فإن ما أصبحنا نشاهده في هذا الزمن الحالي لم يعد الإنشاد الذي نعرفه، فأكثر المتابعين للساحة الإنشادية تغيرت نظرتهم لهذا الجانب وأصبحوا يصرون على إدخال الموسيقى والمؤثرات وهو المفترض أن يكون بعيدًا عنها كل البعد، ولهذا نرى بعض المنشدين قد لا يكونوا مقتنعين بما يقوموا به ولكن ظروف المتابعين تضطرهم للقيام بهذا الأمر وذلك لإرضاء ذائقة المتابعين. ونوه المحمد بأنه إن أردنا إرجاع النشيد إلى سابق عهده فهذا الأمر قد يكون من المستحيلات ولكن إن اتفق جميع المنشدين وقاموا بإخراج أعمال بعيدة عن الإيقاعات والموسيقى فهنا سنرى إنشادًا ناجحًا بمعنى الكلمة وليس إنشادًا بالاسم فقط. مبينا أن المنشد الذي سلك هذا الطريق قد رأى بأنه قلت سمعته وأنه لم يعد كسابق عهده وهذا ما يؤثر عليه سلبًا لا إيجابًا من الناحية النفسية فيضطر خلالها لعمل المؤثرات.