الاحترام خصلة ربانية تمثلت في كثير من الشواهد والأوامر الربانية في القرآن الكريم. إن الله جل وعلا لم ينادِ الرسول صلى الله عليه سلم باسمه وهو عبده، ولكنه خاطبه في كثير من الآيات ب «يا أيها النبي» احتراماً ورفعة من قدره صلى الله عليه وسلم. وهذا تعليم رباني عظيم لبني البشر. وكلمة «احترام» عند بعض اللغويين مأخوذة من الحرام أو الحرمة، ولذلك نقول: «المسجد الحرام» و «البلد الحرام»، و «الشهر الحرام»، بما يعني أن هذا الشيء له حرمة ومكانة، فهو ليس حرامًا أي محظورًا. مفهوم الاحترام مفهوم ضعيف اجتماعياً في شعوبنا العربية بشكل عام ولأننا جميعاً نحمل مسؤولية وشرف خدمة البيت العتيق فإنه واجب علينا في مجتمعنا السعودي السمو بهذه السمة وتفعيلها بين أنفسنا ومع الآخرين. لأن من واجبات المواطن أن يحترم أفراد وطنه والمقيمين فيه وثقافتهم وتنوعها وموروثاتهم الثقافية بغض النظر عن قناعتهم بهذا الموروث. وإذا نظرنا إلى «الشعب» وجدنا أنه يتكون من فئات عديدة تكون نسيج واحد ويخضع لنظام اجتماعي موحد. هناك فئة الشباب والذين يمثلون 70% من الشعب السعودي. وفئة النساء اللاتي يمثلن 51% من الشعب ويتخللها فئة الأرامل والمطلقات وغير المتزوجات وفئة المتزوجات، وفئة الأطفال، وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تمثل ما بين 4-5% من الشعب، وفئة المتقاعدين وفئة الكهول. وكل فرد صغر أم كبر يجب أن تكون له حقوق وواجبات وتشمله أنظمة وقوانين تضمن له عيش رغد والذي بدوره يؤدي إلى شعور يدفع إلى الإنجاز والبناء والتنمية. إن الاحترام مفهوم مغيب في كثير من الأحيان. لذلك يجب أن يُعلّم في البيت والمدرسة ويستمر في الجامعة ويفعل عن طريق الحملات الإعلامية والثقافية والرياضية والجمعيات التوعوية الخيرية والأهلية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر حملة «ركاز» لتعزيز الأخلاق لهذا العام باسم «تقديراً لذاتي، أعلنت احترامي». ونستطيع أن نحترم رأي دون أن نتفق معه أو أن نعارضه أو في حالات أن نفرض رأي على الآخرين. فلنحترم رأي المرأة في أن تقر في بيتها، أو في رغبتها في المشاركة في الانتخابات البلدية أو قيادة السيارة. ولنحترم رغبة الشباب في أن يدخلوا المحلات التجارية دون تشكيك في نواياهم، ولنحترم رغبة ذوي الاحتياجات الخاصة في أن يُدمجوا مع بقية أفراد المجتمع، ولنحترم الحجاج والمعتمرين ونحسن ضيافتهم، ولنحترم العمالة وابن السبيل الذين جاؤوا طلباً للرزق. ولنحترم أصحاب الكتاب ونحمد الله أن هدانا للإسلام وجعلنا من المسلمين. لنسير على نهج والدنا ومليكنا وولي أمرنا عبدالله بن عبدالعزيز الذي نادى باحترام المرأة، وأكد على الحوار الوطني وحوار الأديان وحوار الحضارات، فنحن مطالبين بالسير وراء فلسفته ونهجه في مفهوم التسامح والتفاهم والاحترام.