علمت «المدينة» أن جهات رقابية رصدت مؤخرا تخلي العشرات من أطباء الأسرة والمجتمع في جدة عن ممارسة أعمالهم المهنية في عياداتهم وتحولهم للعمل الإداري بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ضعف الخدمة المقدمة للمواطنين عبر مراكز صحة جدة المختلفة. إلا أن مدير البرنامج المشترك لطب الأسرة والمجتمع بمحافظة جدة ومشرف الدراسات العليا لطب الأسرة والمجتمع بصحة جدة الدكتور محمد سعيد الغامدي قال إنه لا يعرف مدى صحة هذا الكلام، مبررا ذلك بتفرغه للأعمال التدريبية والدراسات. وتوقع أن يكون هؤلاء الأطباء قد أوكلت إليهم مهام إكلينيكية، ولديهم عيادات بجانب المناصب الإدارية، مضيفا «أن الأعمال الإدارية التي يقومون بها لم يسعوا إليها، ولكن هي التي وصلت لهم». وأشارت المصادر إلى أن حوالي 60% من أطباء الأسرة في جدة يمارسون أعمالا إدارية وإشرافا فنيا أومنسقين لبرامج صحية، مما قلل الفائدة من وجودهم في هذه المراكز. وكشفت معلومات حصلت عليها «المدينة» عن 9 استشاريين يعملون كمدربين للزمالة في برنامج طب الأسرة لم تعرف أيام العمل لديهم في العيادات، فيما تم تكليف 7 بأعمال داخل إدارة الرعاية منهم مساعد المدير للرعاية، نائب المساعد للرعاية، رئيس أقسام شؤون المراكز، رئيس قسم التطوير والبحوث، مدير مركز التدريب والتعليم، وطبيبة تعمل في قسم البحوث إيضا، إضافة إلى تكليف استشارية طبيبة أسرة ومجتمع رئيسة لقسم تقنية المعلومات رئيسة لقسم الجودة، استشارية في قسم التطوير وبرنامج الأمومة، استشارية في قسم التطوير ومنسقة للأمراض المزمنة، استشاري مشرف على قطاع شمال مشرفة، واستشارية مشرفة على قطاع الوسط، واستشارية مشرفة على قطاع شمال غرب، استشارية أخرى مشرفة على قطاع شمال غرب ومديرة الصفا، استشاري نائب مشرف على قطاع الشمال الشرقي، استشارية في قسم التطوير والتوعية الصحية، استشاري طب أسرة ومجتمع مكلف بمهام إشرافية، استشارية في قسم التطوير منسقة الطفولة، أخصائي مشرف على قطاع جنوب غرب. كما رصدت الجهات الرقابية عدم معرفة العدد المراجع لعيادات 46 طبيبا وطبيبة، حيث تم الاكتفاء بكلمة «متغير» فيما سجل العدد الكلي للمراجعين لبعض الأطباء ما بين 5 حالات إلى 70 حالة. وأرجعت مصادر مطلعة في المراكز الصحية سبب تراجع الخدمات في هذه المراكز إلى عدم ممارسة أطباء الأسرة لأعمالهم نهائيا أو فقط لأيام محدودة في الأسبوع، وحسب مزاجهم خصوصا أنه لا يوجد إثبات لحضورهم وانصرافهم، كما أن إدارة المراكز من الممكن القيام بها من قبل إداريين أو فنيين، والاستفادة من الأطباء في العيادات من أجل الرقي بالخدمات عبر المراكز الصحية. المعلومة غير واضحة وفي تعليقه على هذه الملاحظات قال مدير البرنامج المشترك لطب الأسرة والمجتمع بجدة ومشرف الدراسات العليا لطب الأسرة والمجتمع بصحة جدة الدكتور محمد سعيد الغامدي: «لا أعرف مدى صحة هذا الكلام، لأنني متفرغ للأعمال التدريبية والدراسات، حيث يعود الأطباء بعد تخرجهم إلى جهاتهم، كما أن البرنامج يخدم عدة جهات وهي الحرس الوطني والقوات المسلحة والمستشفى التخصصي ومستشفى الجامعي والصحة المدرسية. وتوقع أن يكون هؤلاء الأطباء قد أوكلت إليهم مهاما إكلينيكية، ولديهم عيادات بجانب المناصب الإدارية، مشيرا إلى أن الأعمال الإدارية التي يقومون بها لم يسعوا إليها، بل هي التي وصلت لهم. واختتم د. الغامدي بقوله: «أنا أرى أن المعلومة غير واضحة، وقد تكون مبالغا فيها». يذكر أن أطباء الأسرة والمجتمع يتقاضون بدلات تصل إلى 65% حاليا، إضافة إلى بدل الندرة الذي سيصرف قريبا ليرفع هذه النسبة إلى حوالي 90%.