التكريم عمل نبيل أيًّا كان، ووفاء، وعرفان، واعتراف بالفضل، وحتى يعرف الجيل الجديد أن الوفاء لايزال بين ظهرانينا، كما أن التكريم يشكل نقطة مفصلية في اهتمام ورعاية الدولة لأبنائها، وفي نظري يعتبر التكريم محطة لها مذاق ونمط خاص، خاصة ونحن نشهد صفحة من صفحات الإبداع والنجاح والشموخ في هذا العهد، عهد الحب والخير. وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أسماء ثمانية فائزين، جاءت أعمالهم متميّزة، وحققت النجاح، واستطاعت اجتياز المعايير والشروط التي وضعت لجائزة مكة للتميّز، حيث تم توزيع الجائزة على ثمانية فروع أعطيت لشخصيات ومنشآت، يقول الأمير المبدع خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي حضره لتكريم الرعاة والداعمين لجائزة مكة للتميّز: إن حجم الأعمال التي تقدمت للجائزة في فروعها الثمانية مؤشر جيد على حجم الاهتمام الكبير بالجائزة وأهميتها في تطوير مختلف المجالات في المنطقة. وقد جاءت فروع الجائزة منسجمة مع طبيعة الأوضاع في مكةالمكرمة، وإن التميّز العلمي، وتوطين التكنولوجيا يعدُّ طريقًا رئيسيًّا نحو الوصول إلى العالم الأول.. كلماتك رائعة يا سمو الأمير.. إنني أذكر عندما كرمت الفائزين في الدورة الأولى لجائزة مكة للتميّز.. وقلت: إن حجم الأعمال التي تقدمت للجائزة تعكس قيمتها النوعية انطلاقًا من شرف المكان الذي تحمل اسمه، وقلتُ أيضًا يا سمو الأمير: إن العمل في خدمة مكةالمكرمة، وضيوف الرحمن، والمعتمرين طوال العام من الأمور التي تبعث على الفخر والاعتزاز في النفس، وإن مجلس مكة الثقافي سيمضي قُدمًا في أداء رسالته كأحد الروافد المهمّة في تنفيذ الخطة الإستراتيجية لمنطقة مكةالمكرمة من خلال التركيز في الأداء للوصول إلى العالم الأول.. انتهى. نعم يا سمو الأمير.. إنها لمسة عرفان خرجت من رحم هذا المجلس الثقافي، إضاءة في مسيرة الاعتزاز بالمقدرات والمنجزات العلمية، ولازلت أكرر ما قلته بأنك أعطيت بهذا التكريم الثقة للجيل الجديد، بأن العرفان والفضل والوفاء موجود. نعم يا سمو الأمير.. إنها ثقافة جديدة، ولكن بانطلاق جائزة مكة نحن نتفق على أن التكريم للذين أثروا المجتمع بعطاءاتهم وأعمالهم الإنسانية والفكرية والعلمية، فقبل ذلك كان هناك جفاء تجاه التكريم، بل تجاه المبدعين والمميّزين، فبعد أن تقبض أرواحهم، ويصبحوا تحت الثرى تعجّ الأصوات بالتنظيرات، وتتدافع إلى الإشادة بما قدّموه، ونفرد الصفحات وقد جفّ النبع، لأن التكريم بعد الفناء هو رثاء! تُقام فيه الحفلات، وهو نوع من البكائيات، لا تقدم للمبدع، ولا للإبداع شيئًا. فكثير من مؤسساتنا الثقافية والعلمية لا تهتم بهذه الثقافة إلاّ عندما يودّع المميزون الحياة، وكأنها مناسبة طارئة، واليوم أنت يا سمو الأمير جعلت هذه الثقافة واقعًا أمام أعيننا، فكان التكريم بهذه الجائزة لهؤلاء المبدعين في حياتهم، وهم بين أهلهم ومحبيهم، وخلال رحلة عطائهم، حتى يروا ثمرة جهدهم، ويجدوا أيضًا حلاوة تكريمهم وسعادتهم بهذا التكريم. وهناك مقولة أطلقها أحد الفلاسفة تقول: جملة تمدحني بها، وتُقال في حقي، خير من ألف كتاب يُكتب عني بعد موتي، إنني من خلال كلماتي هذه أقول: شكرًا سمو الأمير على هذه اللمسة الضافية، فأنت كلماتك دائمًا تأتي بأهمية تضافر الجهود، والاستفادة من الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها المملكة حضاريًّا، واقتصاديًّا، واجتماعيًّا، ودائمًا ما تؤكد أن الإدارة الفاعلة تعد بمثابة الوقود، أو الضامن الرئيسي للوصول للهدف، ولن يأتي ذلك بدون تجاوز العقبات. سمو الأمير: هذه دعوة تنطلق من اهتمامك بالمتميّزين والمبدعين لجميع الهيئات العلمية والثقافية والاجتماعية، لتنهج ثقافة التكريم قبل الرحيل.