أصبحت أجهزة الكمبيوتر والمحمول تلعب دورا مهما في حياة الأطفال منذ وقت مبكر، فالأطفال لا يغادرون منازلهم بدون جهاز التليفون في أيديهم أو جهاز اللاب توب في حقائبهم. فهل أصبحت تلك الأجهزة الرقمية هي عنصر حيوي في حياة أطفالنا، أم عنصرمسيطر على سلوكياتهم؟ حسب دراسة أجرتها مجموعة (مينيواتس للتسويق) فإن إجمالي مستخدمي الإنترنت حول العالم هو 2 بليون شخص أغلبيتهم من آسيا، ورغم الإيمان بأن التطور التكنولوجي أفاد الإنسانية بصورة عظيمة، إلا أنه من المهم أيضاً تسليط الضوء على الأوجه السلبية لهذه الشاشات التي باتت تسيطر على العقل، لأنها تؤثر سلبياً على الأجيال الصغيرة في المجتمع. وفي هذا السياق أكدت دراسة أمريكية أن استغراق وقت طويل للاطفال أمام الشاشة يقلل من التواصل الفعلي (اللقاء وجهاُ لوجه) بين الأطفال ومن هم اكبر منهم سنا. فبناءً على دراسة لموقع (لاب42) فإن 33% من الأمريكيين يقضون ما متوسطه 5-10 ساعات أسبوعيا في مشاهدة التلفزيون، في حين أن 19% يمضون بمعدل 5-10 ساعات أسبوعيا أمام شاشات الكمبيوتر. وأشارت الدراسة أن قلة وضعف التواصل المباشر جعل المراهقين أكثر كسلا واقل نشاطاً، وحسب دراسة حديثة عن الصحة، أصبحوا أيضاً أكثر بدانة. فالأطفال لا يعانون فقط من المشاكل الصحية المؤدية للخمول وإنما جلوسهم لساعات طويلة أمام الشاشات قد يسبب مشاكل مثل جفاف العيون وآلام المفاصل وانحناءات الظهر، في حين أن هذه الأجهزة التكنولوجية يمكن أن تستعمل في الجانب الأكاديمي والتعليمي (لمعرفة آخر الأبحاث والتوصل لمعلومات قد لا تتوفر بطريقة أخرى) إلا أن التلاميذ قد يتلهون بأمور أخرى بمجرد جلوسهم أمام هذه الأجهزة. وأضافت الدراسة انه من المحزن أن يضحي أبناؤنا بمستقبلهم التعليمي من أجل حياتهم وتواصلهم الاجتماعي.. فهم في الوقت الراهن يفضلون اقتناء الموبايل أكثر من الكتاب، وهذا ما أثبتته دراسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي كان من نتائجها أن 85% من الأبناء يقتنون جهاز موبايل في مقابل 73% يقتنون الكتب. وتقول الدراسة أنه من اجل التأكد والاطمئنان على أن أطفال اليوم سينمون ويكبرون إلى مرحلة النضج بحيث يكونون بالغين مسؤولين، لابد أن يكون وقت جلوسهم أمام الشاشات تحت مراقبة وسيطرة والديهم ومربيهم. فيجب على الوالدين تحديد الساعات التي يقضيها أبناؤهم على الكمبيوتر والتليفون المحمول والألعاب الإلكترونية، كما أنه على الوالدين اختيار نوعية المواقع التي يزورها أبناؤهم خاصةً في ظل تواجد العديد من المواقع على الإنترنت التي قد تكون غير مناسبة لأعمارهم.