أبدى أسامة السباعي (رئيس تحرير جريدة المدينة الأسبق) إعجابه بما قام به نادي جدة الأدبي من تكريم للأديب الراحل، مبديًا عتبه على نادي مكة الأدبي الثقافي الذي ارتأى فيه أنه هو الأولى بتكريم الأديب الراحل دون غيره، حتى وإن كان محمد عبده يماني -يرحمه الله- ليس من مكة فحسب، فهو -بحسب وصفه- من كل مناطق المملكة. وقال السباعي: منذ أن كان طالبًا في مدرسة الفلاح كان طالبًا نجيبًا في كل المواد.. وكانت له صولات وجولا ت ثقافية، سواء في الصحافة، أو عبر الندوات، أو عبر المقابلات الصحافية، والأحاديث الإذاعية، إلى جانب الأعمال الخيرية التي قام به قبل أن توافيه المنية.. فالرجل يستحق كل الاستحقاق، وأن يُكرّم.. وربما كان من اللائق، ومن الأنسب أكثر أن يكون هذا التكريم في حياته، ولكن كل التقدير والشكر للنادي الأدبي بجدة أنه استطاع أنه يقيم مثل هذا التكريم. وأشار السباعي إلى بداية معرفته بالراحل محمد عبده يماني وقال: بدأ تعارفنا عندما كنا في المدارس.. حتى وإن كنا في مدارس مختلفة.. فهو كان في الفلاح، وأنا كنت في تحضير البعثات.. وكنا أنا ويماني وباخطمة والجفري وفودة وغيرنا كانت تجمعنا ندوة الشباب الأدبية، وكان يترأسها -آنذاك- عبدالله خياط، إضافة إلى أنها كانت تجمعنا صفحة اسمها دنيا الطلبة، كنا نكتب فيها مقالات، والشعراء منا كانوا يكتبون قصائد، وكانت لطليعة من الشباب المتعلّم، وكان يشرف عليها ويحررها الأستاذ عبدالرزاق بليلة، وكنا نتقابل معه -يرحمه الله- من خلال هذه المناشط الأدبية في تلك الفترة، وحينما أصبح وزيرًا للإعلام كنت أنا أدرس الدراسات العليا في أمريكا، ثم حينما تخرّجت، وأصبحت محاضرًا في جامعة الملك سعود، اختارني من ضمن من اختارهم مستشارًا إعلاميًّا غير متفرغ، وصارت الصلة الوثيقة بيننا وبينه، وكنا نحضر جلسة يوم الجمعة في بيته لمدة نصف ساعة، يأتي إليه المحتاجون، والمؤملون فيه خيرًا، وكنا نستفيد بأفكاره وقيمه وأخلاقه، وكان عندما يغيب أحدنا عنه يرّحب به ترحيبًا حارًّا، وكان يحب الجميع، والجميع يحبونه.