بعد نهاية الاختبارات السنوية سوف يبدأ موسم مناسبات الأفراح والجميع يعرف أنها مناسبة لها مردود اجتماعي يتصف باجتماع الأحبة والأصدقاء من كل مكان فتتحقق الصلة الأسرية وهي من الأمور الطيبة المباركة التي بموجبها يحصل التقارب بين هذا وذاك، فتتجلى أواصر المحبة ويتضح مفهوم الصلة التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فيتم تقديم العون المادي والمعنوي ويحدث التقارب الأسري في أبهى حلله، وتتجلى أواصر المحبة وتكثر المواعظ والبرامج الترفيهية ذات المردود النفسي الجيد، وقد حصدت هذه البرامج ثمارها مما جعلها من البرامج الأساسية في هذه المناسبات ويعد لها العدة مكاناً وزماناً، ولكن للأسف الذي طرأ على هذه المناسبات وخاصة في هذا الزمان أن هناك شريحة من الناس هداهم الله حولوها إلى قطيعة بسبب ما يُحضرون من منكرات ظاهرة وباطنة، وهذا يدعو إلى الحزن وإدماء القلوب وبدلاً من أن تكون مناسبة لإمتاع الأقارب بما يرضي الله أصبح شعار أكثر المناسبات عدم التوافق الأسري بسبب أناس نصبوا أنفسهم لخدمة هذه المناسبة وتحملوا مسؤولية التفرقة بين الأقارب وأحياناً يصل الأمر إلى القطيعة المستمرة المهم أنهم يُنفذون ما يصبون إليه ولو كان في غير رضا الله وهذا أيضا يدعو إلى الحزن على هؤلاء المساكين الذين لم يُسخروا جهدهم للخير بل قدموا كل في وسعهم لإحضار المغنين والمغنيات والمصورين والمصورات. يحدثني صديق أنه لم يستطع حضور مناسبة اقرب الناس إليه بسبب هذه المنكرات وهنا ينشأ الصراع بين الأقارب، وربما المتزعم لهذا الأمر امرأة تطوعت لهذه الخدمة، وتجد والدي العروس والعريس يفتخرا حينما يقولان أن الأمر ليس بأيديهما وهذه مصيبة أخرى. وأمثلة أخرى لم تتسع المساحة لذكرها. والسؤال الذي يطرح نفسه ما المقصود من إقامة الزواج أليس إكمال الدين وتحصين الجنسين والاجتماع المباح..؟! إذاً ما الذي يجعل هذه الليلة يحل بها كل مكروه ومحرم..؟! إنني أعجب من شخص يدعو الآخرين على مناسبة ولا يستطيع أن يتحكم فيها، وهو يعلم الخطأ من الصواب. فريح شاهر الرفاعي - المدينة المنورة