مسجدان في حي واحد يفصل بينهما خمسون مترًا أحدهما يعانى من التمييز رغم أنه الأقدم فلا إشراف من وزارة الأوقاف ولا أنفاق عليه.. والآخر أحدث لكنه تابع للوزارة وله إمام معيّن وللإمام قصة أخرى. ويجمع بين المسجدين اللذين يقعان في حي الجامعة عشوائية في بناء بيوت الله ليست قاصرة عليهما، بل وصلت حد الظاهرة في معظم المدن والقرى، حيث تعانى أحياء من عدم وجود مسجد فيما تكدس المساجد في أحياء أخرى. مسجد بلال بن رباح أنشىء في حي الجامعة منذ ثلاثين عامًا إلاّ أنه سقط من ذاكرة الوزارة، ويقول المشرف عليه إسلام إيمانى بن محفوظ (يمنى الجنسية) إن المسجد تبرع بأرضه وبنائه فاعل خير.. أمّا راتب الإمام ( 800 ريال)، وعامل النظافة (100 ريال)، والماء، والكهرباء، والمصاريف الأخرى فيتكفل بها أهل الحي بعد أن رفضت الوزارة تحمّلها بحجة أنه يجاور مسجدًا آخر.. وحتى قبل أقل من شهر كان يؤم المصلين فى مسجد بلال بن رباح الشيخ عبدالرحمن (أفغانى الجنسية) إلاّ أنه استبعد بسبب تأخره عن الصلاة، خصوصًا الفجر وتم تعيين بديل عنه (تشادي الجنسية)، واسمه على أبو بكر صالح، وهو أفضل من سابقه إلاّ أنه يتحدث العربية بصعوبة. ومسجد أبو بكر الصديق المجاور الذى بنى عام 1421ه ليس بأفضل حالا من مسجد بلال بن رباح رغم انه تابع لوزارة الأوقاف، إذ يقوم محمد غفران (هندى الجنسية) بكل أعماله: من إمام، ومؤذن، وعامل نظافة مقابل ألف ريال منحها له الإمام المعيّن من الوزارة .. وفيما حل أهالى الحي معضلة تداخل أحداث مكبرات الصوت للمسجدين يقول أحدهم وهو سالم سليمان الدهاس : إن الإمام المعيّن يسكن في حي السامر، ولا ينتظم في الحضور. ويستغرب مشعل الثبيتى أحد المصلين تخلّى الوزارة عن مسجد بلال بن رباح، ويحذر من تحوّل المساجد القديمة إلى بؤر للفساد، وايواء المتخلفين والمتسوّلين.. ويقترح الدهاس والثبيتى تحويل مسجد بلال بن رباح إلى نشاط خيري كحلقة تحفيظ نسائية، أو مكتب لتوعية الجاليات.