تخطفني الحيرة، وتسرق رأيي، وتخذل قلبي، ولا أعلم إلى أين أصوّب فكري، وأوجه خطاي، وأقرر مساري، فكم هي صعبة الحيرة بأنواعها، فحين يكون حيرة أمري بين أهلي، وخلاني، وحياتي وذاتي فاحزن على عقلي حين يعجز عن التفكير، وعلى قلبي حين يصمت بذهول، وعلى مشاعري حين تبدأ بالذبول، وإحساسي حين ينزف دمًا عند فقدان الأمل، وهذا أصعب إحساس.. كما إحساسي بأني فقيرة، ولا أملك ما يملكه أناس آخرون يؤلمني، ولكني أستعيد إيماني، وأحاول أن أنظر إلى من أقل منّي، فيرجع أملي، وتكبر طموحاتي، وتنبت كثير من خصالي الحسنة، سأحافظ على الكثير من الأمور، لأني سأبني ذاتي، وأساعد من هم أقل مني، وذلك إحساس جميل.. ما بالك بإحساس آخر، إحساس قاسٍ ألا وهو إحساس الظلم، ولا أدري هل الإنسان الظالم يشعر بتأنيب الضمير أم بالشجاعة، ولكن في كلتا الحالتين هو في الأنظار، الظالم القاسي، المتدني الفكر، فحين ينتصر المظلوم يتولد بداخله إحساس بالفرح، في حين أن شعور الظالم لن يتغير إلاّ بالتوقف، ومراجعة النفس، وقتها فقط سيشعر المذنب بذنبه، ويحاسب نفسه، ويرشدها إلى الطريق الصواب، ووقتها فقط -أيضًا- سيشعر بمكانته بين الآخرين، ويُحدِّد موقفه هل هو محبوب أم مرفوض؟ أسعد الأحاسيس إحساس الأم بالولد الغائب، واشتياق الولد لحضن الأم، ما أروعه من إحساس! فالأحاسيس نعمة عظيمة لا يقدّرها إلاّ فاقدها. أفنان حسن المحضار - المدينة المنورة