يخيل إلي أنه لا يوجد مؤشر وحيد يوحي بأن الرجل وجه سعد على المرأة عندنا في حين يعتبر وجه المرأة على الرجل مفتاح الفرج، و هذا ليس تحيزا مني للنساء بل من وحي تحيز الأنظمة الذي يمكن استنباطه بسهولة، فلوجود الزوجة في حياة الرجل مزايا عدة في حين تحرم المرأة من مزايا عدة بمجرد وجود الزوج في حياتها، بل إن الواقع يؤكد أن النساء يتمنين لو تعدلت الكفة وصار وجه الرجل سعدا عليهن لا سببا في حرمانهن بعض الميزات التي يحصل عليها المتزوج لكونه زوجا وتحرم منها المتزوجة لمجرد ارتكابها الزواج! فصندوق التنمية العقاري مثلا يسقط حق المرأة في الاقتراض مادام وجه الرجل مطلا بطلعته البهية عليها، ولا يحق لها التقدم لطلب قرض إلا إذا فقدته بالوفاة أو الطلاق على أن يمر على طلاقها أربعة أشهر على الأقل، وطبيعي أن الأمر ينطبق على الحق في الإسكان الحكومي، ولذا عليها أن تختار بين السكنين، إما أن تسكن للرجل أو تسكن في وحدة حكومية! وفي حال اختارت كالأغلبية الساحقة السكن للرجل، فإنها في الواقع تسكن على (كف عفريت) ليس لأن (المآمنة للرجال كالمآمنة للمية في الغربال) بل لأن ظل (الحيطة) ظل ثابت لا يتغير ولا يتحرك، في حين يتحرك ظل الرجل كل دقيقة، (فالحيطة) لا أحد يغريها ولا أحد يغويها و لا يغيرها الزمان ولا تطمع ولا تشطح ولا تنطح و لا (تسيّر على الجيران) وهي في نهاية الأمر أكثر استقرارا ودفئا، وتعالوا لآخر ما روته الأخبار عن ظل الرجل وظل (الحيطة) حيث نقلت جريدة الرياض خبرا عن اضطرار سيدة في خميس مشيط لقيادة السيارة بابنتها ووالدتها مسافة 150 كلم بعد أن (طردها) زوجها لتفر لبيت زوج والدتها ويحتد النقاش ويقوم زوج والدتها بطردها هي ووالدتها ومنع أشقائها من مساعدتها وتأمين وضعها في وقت متأخر ليلا، فما كان من أخيها إلا أن بادر برمي ثوبه وغترته ومفتاح سيارته عليها مقترحا عليها التوجه لخالها الذي يبعد منزله 150 كلم، هذا الخبر يقرؤه كثيرون على أنه من دواعي المطالبة بقيادة السيارة، في حين الدقة تقول إنه من دواعي المطالبة بإقرار حق المرأة في الاقتراض والحصول على السكن الحكومي، بغض النظر عن الحالة الاجتماعية لها، أو صدور قوانين ملزمة بأن (الوحدة من حق الزوجة) كما فعل القانون المصري بجعل (الشقة من حق الزوجة) وإن ارتبط الأمر بقيادة السيارة فيجب أن يكون نص القانون على أنه في حالة تخاصم الزوجان واستحال التفاهم والبقاء تحت نفس السقف يخرج من البيت الطرف الذي يحق له قيادة السيارة نظاما. [email protected]