أشار الداعية الإسلامي عمرو خالد إلى أنه بدون تراكم الحضارات واستفادة الشعوب بعضها من بعض لن يكون هناك تاريخ للبشرية، فكما استفاد المسلمون من حضارة الإغريق والرومان فقد استفادت أوروبا من حضارة المسلمين وأن اختلاف العقائد لا يمنع الاستفادة من التجارب الحضارية على مر الأجيال. وقال خالد: انطلاقًا من هذه الحقائق فإن الاهتمام بالآثار ليست محرمًا في الإسلام، وأن تعمير الأرض مرتبط بالاحتفاظ بالحضارات السابقة لأن الإسلام أوسع وأشمل بكثير من مجرد أداء العبادات من صلاة وصيام وحج فالتعمير لا يمكن أن يكون بدون تراكم الحضارات التي هي أساس وجود التاريخ الإنساني، وهذا الأمر يعد مبدأ أصيلًا من أصول الإسلام وهى الفكرة التي قامت عليها الحضارة الإسلامية وجميع الحضارات، وهناك أحاديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام تؤكد هذا المفهوم منها (لو دعتني قريش لحلف أقاموه في الجاهلية لأجبتهم) فهذا الحديث وغيره يدل على أن الإسلام رفض فكرة هدم ما قبله من حضارات حتى وإن اختلفت معها في العقيدة، وبناءً على ذلك فإن كل ما يثار من رفض للآثار لا علاقة له بالإسلام وهو الأمر الذي فهمه صحابة رسول الله عندما فتحوا مصر والشام والهند وآسيا، حيث كانت هذه البلاد عامرة بالحضارات فلم تهدم أي معابد أو آثار لهذه البلاد لأنهم فهموا حقيقة التعمير وهم أكثر من استوعب حقيقة الإسلام ومن هذا المفهوم العميق أدركوا فكرة التراكم الحضاري. وأشار خالد إلى ان الأهرام تم بناؤها على أساس فكرة دينية بل صمم المصريون القدماء على إنشائها رغم فشلهم 60 مرة قبل الانتهاء من الشكل النهائي الذي بهر العالم وهو ما يؤكد مدى عمق البعد الديني لدى المصريين وبناء على ذلك لا يمكن أن يكون الدين أو الإيمان عبئًا على المصريين كما توهم البعض أو أنه عقبة أمام التطور بل يعد بكل المقاييس دافعًا للنجاح.