رغم أكثر من أربعة أشهر على كارثة سيول جدة الثانية (26/1/1432ه)، التي أعقبتها أمطار الشتاء، إلا أن العديد من الاحياء التي تضررت من تلك الكارثة لا تزال تعاني من تداعياتها. ففي حي الحمراء الذي يقع في قلب محافظة جدة، وأحد أرقى أحيائها تتناثر مخلفات السيول في جميع جنباته بشكل يؤكد غياب الجهة المعنية بنظافة الحي: سيارات تالفة، نفايات متراكمة، أشجار متساقطة، فضلا عن مشاكل السفلتة التي خلفتها المياه الجارفة... هذا هو المشهد الذي رصدته “الكاميرا”، وأكده عدد من السكان الذي تحدثوا ل “المدينة”، مشيرين إلى أنهم ملوا انتظار الأمانة للوفاء بوعودها بإعادة تنظيف الحي ورفع آثار هذه الكارثة. ولفتوا الى وجود مساحة خالية وسط الحي بمساحة 10000 م2 تقريبا، متهمين الأمانة باستغلالها في تفريغ الدمارات والنفايات بها، الأمر الذي ضاقوا به تماما وعبروا عن رفضهم له جملة وتفصيلا منذ أكثر من خمس سنوات. مردم عشوائي إبراهيم محيي الدين قال: لم نترك بابًا إلا طرقناه في سبيل الخلاص من المردم العشوائي وسط حينا والذي يزيد عمره على خمس سنوات مضاعفا معاناتنا مع الروائح الكريهة المنبعثة منه والمنظر القبيح والشجيرات الموجودة به والتي تصدر الحشرات بمختلف أنواعها إلى منازلنا، ورغم شكاوانا المتواصلة لامانة محافظة جدة عبر مختلف الوسائل التي نعرفها، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى أي حل لرفع هذه النفايات، فيما اكتفت الامانة بإيقاف الرمي فقط، وبعد كارثة جدة الثانية فقد الحي كثيرا من مزاياه من نظافة ورقي وسفلتة منتظمة وغيرها، ومنذ أربعة اشهر والحال على ما هو عليه. السيارات التالفة بدوره يقول محمد القحطاني: السيارات التالفة الموجودة في أغلب شوارع الحي باتت تشكل خطرًا محدقًا، فبغض النظر عن المنظر السيئ الذي تتسبب فيه، من الممكن ان يستخدمها بعض العابثين لأغراض غير مشروعة مثلا، مما يدمغ هذا الحي بسمعة لم تكن معروفة عنه. لا بد من تدخل سريع وطالب سعيد الزهراني أمانة محافظة جدة وكل من يعنيه الأمر بسرعة التدخل لإعادة تأهيل الحي بشكل فعلي من جميع النواحي، بداية بإزالة هذه النفايات والدمارات التي أوشكت أن تصل إلى أعتاب منازلهم والتصرف بالمساحة الخالية التي لم تجلب لهم سوى الاذى، وسحب السيارات التالفة من جراء السيول والتي تجاوز عددها العشرين سيارة، وأخيرا سفلتة الحي مجددا والاهتمام بنظافته. خطة شاملة لتأهيل الأحياء “المدينة” نقلت شكاوى السكان إلى نائب وكيل أمين جدة للخدمات والمرادم الدكتور عبدالقادر تنكل، الذي أكد أن الامانة ليست مسؤولة عن رمي الدمارات والمخلفات بأي مساحة خالية او حوش مسور داخل اي من أحياء محافظة جدة، مشيرا إلى أن بعض العمال واللا مبالين من السكان هم من يقوم بذلك. وبين أن هناك مرادم خاصة بالامانة جنوب وشرق المحافظة تتسع بطبيعة الحال لأطنان عديدة من الدمار والمخلفات، ومن الممكن أن يستعين بها جميع سكان جدة. ووعد بالتعامل مع مشكلة الحمراء ضمن برنامج إزالة الدمارات الذي تنفذه الامانة حاليا بداية بالاراضي الفضاء التي بها دمارات وتعود ملكيتها لامانة جدة، اما في حال كانت الارض تخص مالكا آخر وكان حجم الدمار كبيرا فيتم اشعاره وطلب تعاونه السريع في احد امرين؛ إما رفع الدمارات والمخلفات او تسوير الارض، وفي ما عدا ذلك يخضع للغرامة المالية، منوها الى تنظيف اكثر من 90% من اراضي الامانة حتى الآن معظمها شمال جدة. واضاف: بالنسبة لتأهيل الاحياء وتنظيفها من مخلفات السيول فقد وضعت الأمانة خطة شاملة بدأ العمل الفعلي بها على شقين الاول ما يخص سحب المركبات ويتم العمل به وفق آلية وتعاون مشترك مع ادارة مرور جدة، حيث يقوم المرور باشعار صاحب السيارة بسرعة التصرف بها وازالتها من الحي، وفي حال عدم التجاوب يقوم باعطاء الضوء الاخضر لفرق الامانة بسحبها، وتم تجهيز حجز كبير خاص بالامانة شمال شرق جدة، وفي حال عدم حضور مالك السيارة بعد مرور مدة اقصاها ثلاثة اشهر، يكون للأمانة حرية التصرف بها. أما الشق الثاني من الخطة فيختص بالنظافة العامة، حيث تؤدي الفرق المختصة عملها المتمثل في الكنس اليدوي والآلي على مرتين يوميا، ومن ثم تفريغ الحاويات، لافتا الى أنه تم الانتهاء من أعمال النظافة في عدد من الاحياء المتضررة منها حي السامر، وحي الحمراء بالذات من الاحياء المعنية بجميع هذه البرامج، وسيتم القضاء على جميع مشاكله الطارئة بفعل السيول.