قال أبو الكلام: الناخب اسم فاعل من الفعل (نَخَبَ)، واسم المفعول (منخوب). قلت يا أبا الكلام: إن الإعلانات هذه الأيام تملأ الصحف والشوارع، وتدعو المواطنين إلى تسجيل أسمائهم؛ ليكونوا ناخبين، ويختاروا مرشحيهم في المجالس البلدية، فماذا يطلق على المرشحين الذين سوف يفوزون بأصوات الناخبين؟ قال يُطلق على المرشحين الفائزين منخوبين، والواحد منهم منخوب. قال: المنتخب من الفعل المزيد انتخب ينتخب، فهو منتخِب بكسر الخاء، هذا اسم الفاعل، واسم المفعول بفتح الخاء منتخَب، والعضو المرشح الفائز من هذا الفعل (منتخَب) بفتح الخاء، هذا هو القياس الصحيح، ولا يستعمل منتخب من نخب البتة. وإنما هناك ينخب الناخب المنخوب، فتنبّه إلى ذلك. قلت: ينخبه انتخابًا، قال: لا.. هذا قول الأعاجم، بل ينخبه نخبًا على المفعول المطلق، قلت: وينخبه نخبتين، وينخبه نخبات. قال: هذا صحيح، ولكنه فاسد المعنى اليوم، فقد كان هذا في الانتخابات السابقة، حيث يُدلي الناخب بصوته في عدة دوائر، أمّا اليوم فلا يصح هذا، وليس للناخب الآن سوى أن ينخب منخوبه نخبة واحدة، فليتنبّه إلى ذلك، وإلى ثقافة الانتخابات التي هي السياقات الأخرى للعبارة، إذًا لا يكفي في هذا سياق التركيب، بل لابد من معرفة سياق الموقف، والسياق الثقافي الاجتماعي. قلت: يا أبا الكلام ظننتك نحويًّا من أصحاب التصريف، فإذا بك تدخل في أمور خطيرة، زدني ممّا لديك أيُّها العلّامة الهمام. قال: إنني ممّن يأخذ من كل علم بطرف، والطرف الذي أمسكت به في علم الانتخابات البلدية أنه من المهم المشاركة فيها بتسجيل الاسم، حتى لو لم تكن تعوّل كثيرًا على وجود منخوب يستحق أن ينال شرف صوتك، وحتى لو لم يكن العمل في مجمله يرضي الحد الأدنى من طموحاتك، فقد كثر الكلام عن المجالس البلدية، وضعف دورها وفاعليتها في التأثير والتغيير والتطوير، ولكن لا بأس، فالتجربة في بداياتها، ولعل القادم أجمل، ونحن نؤمّل الخير، والوطن يعلّق الآمال الكبرى على الناخب والمنخوب.