حَفل العام الحاليّ بعددٍ من الأوامر الملكية السامية التي حرصت على تحقيق أسباب العيش الرغيد للمواطن، وتمكين سبل الاستقرار وترسيخ نعمة الأمن واللّحمة الوطنية. ولم تغفل هذه القرارات والأوامر الجانب الأهم والركن الأكبر الذي تأسست عليه هذه البلاد، وهو ركن الشريعة الغراء، فجاءت عدة أوامر ملكية داعمة للهيئات الدينية بالمملكة، وحارسةً لجناب علماء الأمة الأكابر. وفي تفاصيل تلك الأوامر فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله بأن تلتزم وسائل الإعلام بعدم المساس أو التعرض لسماحة مفتي عام المملكة وأعضاء هيئة كبار العلماء بالإساءة أو النقد مؤكداً أهمية التقيد بذلك والحرص عليه. وفي جانب دعم الفتوى الشرعية المعتمدة، الصادرة عن العلماء المؤهلين، أمر حفظه الله بإنشاء فروع للرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في كل منطقة من مناطق المملكة، وإحداث (300) وظيفة لهذا الغرض، واعتماد مبلغ (200.000.000) مائتي مليون ريال لتلبية احتياجات هذه الفروع. وفي جانب دعم الفتاوى الجماعية المدروسة المؤصلة، أمر الملك عبدالله بإعداد دراسة بشأن إنشاء «المَجْمع الفقهي السعودي»، ليكون مُلتقىً علمياً تُناقَشُ فيه القضايا والمسائل الفقهية، تحت إشراف هيئة كبار العُلماء. أما في مجال العناية ببيوت الله وإعمارها، فقد أمر الملك عبدالله حرصاً منه على أن تظهر المساجد بما يليق بها بتخصيص مبلغ (500.000.000) خمسمائة مليون ريال لترميم المساجد والجوامع في كافة أنحاء المملكة. واستمراراً لعناية المملكة بكتاب الله تعالى، وارتياحاً من القيادة «للعمل المبارك الذي تضطلع به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم»، فقد أمر الملك عبدالله بتخصيص مبلغ (200.000.000) مائتي مليون ريال لدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. ودعماً لاستمرار منهج الدولة في حمل أمانة الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن أساليب الغلو والتطرُّف، جاء الأمر الملكي بتخصيص (300.000.000) ثلاثمائة مليون ريال لدعم مكاتب الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. أما فيما يخص شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتزازاً برفع شعارها ودعم رجالها ورعاية أعمالها، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين باعتماد دعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ (200.000.000) مائتي مليون ريال لاستكمال بناء مقرات لها في مختلف مناطق المملكة. ويشيد الشيخ عبدالله بن صالح الفواز مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينةالمنورة بما جاء في القرار الملكي لدعم هيئات الأمر بالمعروف، وما نص عليه من «الإيمان بأهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرها العظيم في سلوك المجتمع المسلم والحرص على دعم هذه الفريضة الإسلامية التي أولتها المملكة ما تستحق من العناية والرعاية، والاعتزاز برفع شعارها ودعم رجالها ورعاية أعمالها». ويقول الفواز: هذه الكلمات التي سطرها التاريخ بماء من ذهب، قالها خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله ورعاه – وليس ذلك بمستغرب من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة -أيدها الله- والتي تولي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جلّ الاهتمام والرعاية منذ تأسيس هذا الكيان المبارك على يد المغفور له –بإذن الله- الملك عبدالعزيزرحمه الله وأبنائه البررة من حكام هذه البلاد رحمهم الله جميعاً في تبنّي ودعم هذه الشعيرة واعتبارها ركناً أساسياً من أركان هذه الدولة المباركة. ويواصل الفواز: يستمرّ هذا الاهتمام والرعاية والدعم على يد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وسمو النائب الثاني –حفظهم الله– حيث يؤكد في كل محفل حرصه البالغ على دعم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يؤهلها لمواكبة التطورات التي تشهدها هذه البلاد المباركة وبما يلبي طموحات وتطلعات قيادتنا الرشيدة تثميناً لدور هذا الجهاز المبارك الشرعي والوطني بما يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وأخلاقها، ويسهم في ترسيخ دعائم الأمن الفكري والأخلاقي. و قال مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة مكةالمكرمة المكلف سليمان بن عبد الله الرضيمان: لقد وجّه مؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإنشاء هيئة للأمربالمعروف والنهي عن المنكر . فاهتم ملوك مملكتنا الحبيبة بها، ويعيش منسوبوها حالياً في أزهى عصورهم في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين رعاه الله وأعزّ به الإسلام والمسلمين ، ونحن نجد دعماً منقطع النظير ومساندة مستمرة وعناية لا توصف من قادة هذه البلاد وولاة أمرها .ولن ينسى الشعب السعودي ((جمعة الخير)) والتي أصدر فيها المليك عدة قرارات تاريخية نزلت كالغيث العميم فأدخلت البهجة والسعادة في النفوس وجعلت الكل يرفع أكفّ الضراعة للمولى سبحانه وتعالى بأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين ويسبغ عليه نعمة الصحة والعافية . حيث أصدر حفظه الله أمره الملكي بدعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ (200) مليون ريال ذلك تلبية لاحتياجاتها البشرية والمادية. أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين خادم الحرمين الشريفين يوم القيامة كما أسأله أن يحفظ لنا بلادنا من حقد الحاقدين وكيد الكائدين إنه وليّ ذلك والقادرعليه .