الجرس الأول: تابعت كما تابع المهتمون بالسياسة خطاب “نتانياهو” رئيس وزراء اسرائيل الذي قام “بانقلاب ابيض” في عاصمة البيت الابيض وسط اعضاء الكونجرس الامريكي واعضاء الحكومة اضافة لذلك “سفراء الدول” التي اغلبها اسلامية وسط “تصفيق” حاد لم نسمعه منذ زمن طويل بعد وفاة “سيدة الغناء العربي” السيدة ام كلثوم رحمة الله عليها. ولقد حسبت عدد مرات “التصفيق” المصحوب بالوقوف احتراماً وتأييداً لنتانياهو الذي حضر لامريكا وخطب فيها خطابه الاخير في ظل غياب اوباما الذي يقوم بزيارة لبريطانيا وهو ذاته الذي تحدث قبل عدة ايام عن ضرورة اقامة دولة فلسطين ضمن حدود 67م والخ من التصاريح الهلامية التي يطلقها قادة امريكا منذ زمن طويل ولم ينفذ منها أي قرار او اقتراح. ويعتبر هذا الخطاب الرنان “نسفاً” لكل ما صرح به رئيس امريكا قبل ذهابه للانجليز حتى خيل لنا ان الذي يتحدث هو الرئيس الحقيقي لامريكا كما قال الاخ الاستاذ عبدالمنعم مصطفى في مقاله يوم الخميس الماضي والذي فصفص الخطاب جملة جملة “همزة همزة” وقد كفاني “شر فصفصته” مرة اخرى لكن كل ذلك لا يعني ان هناك نقاطاً لا تستحق الاشارة لها الا وهي كالآتي “الخوف والرعب” الكبير الذي يسكن قلب هذا النتنياهو من جراء الثورات العربية التي تحيط بالكيان الصهيوني لانه يعرف ان اول اختراق لخطوط الدفاع عن الكيان هو زوال انظمة تلك الدول التي اطيح بها والتي سيأتيها الدور لاحقاً وهذا الامر في حد ذاته مؤشر خطر على امان الكيان ناهيك عن انزعاجه الشديد من المصالحة الفلسطينية مما دعاه لتقديم عرض علني ومن على منصة الكونجرس الامريكي حيث طالب ابو مازن بفك الالتحام مع حماس ووعده بأن يقدم له ما يريد كدولة فلسطينية منزوعة السلاح وهذه العبارة لوحدها نضع تحتها عشرات الخطوط. طيب اين وعودك لابي مازن منذ اوسلو حتى الان لماذا لم تسمحوا لهم بإقامة دولة؟ وعلى قول المثل الشعبي “ايشمعنى” احلو “ابو مازن” الان في نظرك وتقدم له هذه الوعود البراقة بل تؤكد له انك ستكون اول “المعترفين” بهذه الدولة اقصد “الحارة” المنشودة. كل هذا قاله هذا النتنياهو. الجرس الثاني: والادهى من كل ذلك ان نتنياهو الصهاينة نصب نفسه جاسوساً خصوصياً لامريكا بل زد على ذلك عندما قدم نفسه “مستشاراً” للامريكان حيث نقل لهم خبراته في الشرق الاوسط بحكم اقامته على اراضيها حيث قال “إن امريكا ليس لها صديق في هذا الشرق الاوسط الا اسرائيل” واردف قائلاً ايضاً واسرائيل لا صديق لها الا امريكا وان الكيان الصهيوني لم يكلف امريكا بأي شيء وليسوا في حاجة لحماية امريكا في الشرق الاوسط بل زاد على ذلك وقال نحن لم نجعل امريكا تأتي لتعلمنا الديموقراطية لاننا اول من طبقها حتى مع العرب الذين يعيشون تحت سلطتنا عكس العرب في الشرق الاوسط الذين كلفوا امريكا الحماية وتعليمهم للديموقراطية يعني بالشعبي النتنياهو يعاير العرب ويلمع الصهاينة، وبذلك ينذر الامريكان من العرب الذين يعيشون تحت حكومات دكتاتورية كما يقول حضرة جنابه كل هذا الهراء كان يكلف اعضاء الكونجرس تصفيقاً حاداً ادمى اكفهم كثيراً!! الجرس الثالث: واستمر هذيان نتنياهو على خشبة مجلس الشيوخ وكأنه يقول يا ليل يا عين وقد خيل لي انه بعد انتهاء وصلته الغنائية ان يبادر الحضور لرمي النقوط على خشبة المسرح الذي وقف عليه كثير من الرؤساء والضيوف لكن هذه المرة مختلفة جداً كل هذا ورئيس امريكا يتمرن على لعبة تنس الطاولة في احدى الجامعات البريطانية والذي قام هو الاخر بلحس وعوده السابقة بعد ان تلقى فرمان النتنياهو. خاتمة: لن أكلف نفسي بطرح سؤال ظل حبيساً داخل صدري!! [email protected]