كنت أظن وأمثالي من النسوة أن موضوع قيادة المرأة للسيارة في بلدنا على جانب من البساطة حيثأاكدت لنا كثير من الآراء المعروفة والشهيرة بأن الدين لا يمنع وأيضاً لا يوجد في النظام المروري إشارة لنوع السائق (ذكر أو انثى) وكل ما يلزم هو الحصول على رخصة قيادة، وأن ما يعطل السماح لهن بممارسة هذا المطلب هو فقط انقسام المجتمع بين رافضين ومؤيدين له. مما شجع شرائح أنثوية بين توقيت وآخر للقيام بهذه التجربة غير عابئات برأي المجتمع والتي انتهت بالفشل إما بحوادث مميتة أو بالمساءلة لهن ولذويهن في أقسام المرور والشرطة، حتى استجدت مؤخراً تجربة نجلاء حريري بجدة ومرت بسلام، أما تجربة منال الشريف بالخبر وهي نتاج تفاعلها واستجابتها لحملة نسائية على (الفيس بوك) تحت شعار (قودي سيارتك بنفسك) فوجدت منال نفسها وجهاً لوجه مع رجال الهيئة وتقرر حبسها في إصلاحية داخل سجن النساء وخلالها أعلنت أسفها وندمها عبر الإعلام على ما فعلت. وهكذا يتبين مقدار ما وقع من الالتباس الإعلامي غير المقصود حول قيادة المرأة للسيارة حين أجمعت الآراء والكتابات على تبسيطه للعقول بعدم وجود موانع أساسية، حتى صرح مؤخراً سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية (أن هناك نظاماً يمنع قيادة المرأة للسيارة في المملكة صادراً منذ عام 1411ه ولابد من تطبيقه) في خبر نشر بالصحف المحلية. وبالاضافة إلى ذلك فلابد من تهيئة البنية التحتية بأنحاء المدن وايضاً تفعيل النظام المروري ليكون مستعداً لاستقبال مختلف الحالات حتى تكتمل المنظومة وتصبح مجهزة وبدونها تعم الفوضى والعشوائية بالبلاد وهذا أمر خطير ومرفوض للعقلاء. إن ما دفع هؤلاء النسوة للمطالبة بقيادة السيارة هو مسلسل الضغوط الحياتية على المجتمع النسائي فيما يخص الانتقال والحركة. الذي أوصل الحال لما لا يستطعن بحق احتماله أو السكوت عليه من مساومة وابتزاز متواصل ومطالبات بزيادة الأجور بأساليب ملتوية وقحة من السائقين واضطرار النساء للتعامل مع هذا الوسط المستغل النهم والفاقد لآداب المعاملة والجانح للطمع والجشع. وكثيراً ما تتعطل النسوة وأسرهن عن ممارسة حياتهن بصورة مستقرة آمنة وتصاب حياتهن بالشلل والتوقف وعليهن تدبير أمورهن بلا معين سوى عناية الله وحتى إشعار آخر؟! SalwaMosly.jeeran.com