مع اقتراب موعد رحيل القوات الأمريكية من العراق، بموجب الاتفاق الأمني الموقع بين الجانبين، شهدت الهجمات ضد القوات الأمريكية تزايداً من قبل المليشيات المسلحة، في محاولة على ما يبدو لاستعراض القوة، بحسب ما ذكر متحدث عسكري رفيع المستوى. وجاءت الهجمات فيما يعيش العراق جدلاً حول ما إذا سيطلب من القوات الأمريكية البقاء إلى ما بعد الأول من ديسمبر المقبل، وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية المقدر عددها حالياً بنحو 46 ألف جندي. وكانت القوات الأمريكية، التي يتمركز جزء كبير منها في العاصمة العراقية بغداد وفي جنوب العراق، عرضة لهجمات بالعبوات الناسفة وقصف بقذائف الهاون، بحسب ما أفاد الجنرال جيفري بوكانان، المتحدث باسم القوات الأمريكية وأوضح بوكانان أنه كان يتوقع مثل هذا الأمر منذ وقت. وقال: إنه في حين أن تنظيم القاعدة في العراق، الذي يغلب عليه العراقيون السنة، يواصلون شن الهجمات، فإن المسلحين (الشيعة) يهاجمون القوات الأمريكية بهدف استعراض القوة «وهم يريدون الادعاء بأنهم يقفون وراء مغادرتنا للبلاد». كانت الأيام الأخيرة قد شهدت تعرض أربع مركبات عسكرية أمريكية لهجمات بواسطة العبوات الناسفة، بما في ذلك هجوم الأحد الماضي خارج بغداد، وأسفر عن مصرع جنديين أمريكيين. يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قال في منتصف الشهر الجاري إنه سيدعو قادة الكتل النيابية العراقية إلى عقد اجتماعات بنهاية مايو الجاري، لبحث الموقف حيال موعد الانسحاب الأمريكي من البلاد، وذلك بهدف التشاور حول إمكانية بقاء بعض القوات الأمريكية إلى ما بعد الموعد المقرر في ديسمبر المقبل. وقال المالكي، في حوار مع الصحفيين بمكتبه في بغداد: «هذه قضية وطنية كبرى وهي بحاجة لحوار وطني». مضيفاً أن التيار الصدري الرافض لبقاء القوات الأمريكية، «يمكنه التعبير عن موقفه خلال الحوار» واعتبر أن القرار سيصار إلى اتخاذه من قبل أغلبية العراقيين، وسيكون على الباقين تقبله. من ناحيته، هدد التيار الصدري، بقيادة الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، «بتصعيد المقاومة المسلحة» إن استمر التواجد الأمريكي بعد المواعيد المقررة للانسحاب، في إشارة إلى نشاط ميليشيا «جيش المهدي» التابعة له. وكان العراق شهد خلال الأيام الأخيرة أيضاً تفجيرات وأعمال العنف أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، وفقاً لما ذكرته مصادر أمنية من بينها انفجار عبوة ناسفة أدى لمقتل العقيد حسين نعمة، وذلك أثناء توجهه من منزله في كركوك إلى بلدة الدبية، حيث يتولى قيادة قوة الشرطة.