يعاني بعض الأفراد أحياناً من تشنج تكون له مضاعفات ربما أدت إلى الوفاة في أسوأ الأوقات، وإلى إيذائه نفسه أو من حوله في أوقات أخرى. وهو أنواع منه العضلي والعصبي والحراري، وربما غيرها، ومنه ما يكون قوياً فيؤدي إلى الصرع، وهو ظاهرة طبيعية نتيجة شحنات كهربائية شاذة تفعل فعلها في المخ إن كان عصبياً، ولذلك يطلق عليه أحياناً «الاضطراب التشنجي» . المجتمع أحياناً يصاب بتشنج عنصري أو فكري أو طائفي أو قبلي وربما طالت القائمة، وكما أن تشنج الفرد له أضراره البالغة، فإن تشنج المجتمع يؤدي إلى أضرار بحسب عدد المتشنجين مع أو ضد، مما يعني أن التفاعل التشنجي أشبه بالتفاعل الكيمائي أو حتى النووي الذي تكون له آثاره وعواقبه والتي ربما تقضي على أجيال متعاقبة ولعلها أحياناً تصبح جزءاً من تركيبة المجتمع فتغدو مرضاً مزمناً لا علاج له. المتشنجون لا يعرفون أو يعترفون أنهم متشنجون، بل ربما رموا غيرهم بما هم فيه من تشنج، واعتبروا الآخر هو الذي يعاني منه ويحتاج إلى علاج أو ربما استئصال. التأمل، والخروج من دائرة الضغوط التي تثمر التشنج، وقراءة التاريخ وكذلك الجغرافيا بكل أطيافها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية تسهم في أن يكون المرء أكثر استقلالاً، وأقل استغلالاً ممن يدفعون به إلى جحيم التشنج، ويجعلونه وقوداً يغذي ما هم فيه، وربما سعوا إلى البحث عن سواه حتى يستمر التشنج متقداً لا يخبو له أوار، ولا تنطفئ له نار. إن لم يتمكن كل عاقل من السيطرة على نفسه، وإلجام أهوائه، واستنشاق نسيم الحرية، فلن يكون هناك إلا المزيد من ويلات عواقب كل نوبة تشنج تغرق المجتمع بما فيه ومن فيه في مهاوي الهلاك.