طال بي التفكير حول النساء وفتنتهن ، وتجد في مجتمعنا أن فتنة النساء منبعها جسدي ، وكأنها مخلوق للمتعة والنظر لها نظرة جسدية بحتة ، ونُجردها من أي نظرة لآدميتها وعقلها وتفكيرها وطاقتها وإبداعها مع تغير بسيط في نمط التفكير في حاضرنا ، وتلك النظرة ما زالت قائمة لدى الكثير ، وأيقنت أن الفتنة تكمن في تفكيرنا بهذا الشكل المخيف فنشأت الفتنة الحقيقة ، وارتكبنا الذنوب بحقهن فأصبحت الفتنة حقيقة بدءاً من عضلها وفي هذا ذنب عظيم أوليس العضل فتنة وحُرمت من إرثها الشرعي والتَّصرف فيه أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، وتزوجناها بنية الطلاق وحلَّلنا ذلك وخدعناها أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، وغصبناها على زوج لا ترغبه ومن الأزواج من تجاوز سن الأب والجد طمعاً في ماله أو جاهه أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، وأجبرناها على الاستمرار مع زوج أكل مالها وحقوقها ، أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، وضرب الزوج لها بلا رحمة ومعاشرتها كحيوان فك من عقال ، أوليس ذنبا وفتنة عظيمة ، وعند الطلاق حرمناها من وليدها ومولودها ظلماً وعدواناً ، أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، والبعض استغل حاجتها للمال وراودها عن نفسها وتمكَّن بماله منها ، أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، وتخلينا عن خدمتها عند موت الأب كإخوان وأعمام وأخوال مع أننا قاسمناها واقتسمنا معها الإرث بشرع الله ، أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، تحكم الابن في الأم ويصبح ولي أمرها وهو غضيب مغضوب عليه ، أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، لم نمكنها من قضاء حوائجها بالشكل الذي يحفظ كرامتها ، أوليس هذا ذنبا وفتنة عظيمة ، وإلى آخر تلك الفتن التي لا تعد ولا تحصى ، أليست كلها ذنوبا وفتنا عظيمة ، وأول تلك الفتن طمعنا فيها جسدياً ، وأنها مخلوق لهذا الشأن لهو أكبر وأعظم فتنة . دعونا نعترف بالحقيقة إن كن يُفتننا جسديا كما يُقال لأنهن إناث ، ودائماً يطمع الرجال في أنثى شريكة ألا نكون نحن الرجال لهن فتنة لأن المرأة تطمع في الرجل وهو الشريك الوحيد لها . الإسلام اعترف بالعلاقة الجنسية ، ورب العباد هذَّبها وليست عيباً ولا حراماً في الإطار والعلاقة الزوجية بل حلال زلال في عش الزوجية وبالرباط المقدس بنية الاستمرار وتكمن فيه الرحمة والمودة والألفة والتآلف والتعاون والسكنى . أما أن نربط المرأة ونعلقها بصورة الجسد أينما ذهبت وحلت وارتحلت ومشت وجلست فهذه الفتنة الحقيقة وبهذا سيطرت على عقولنا وتمكنت منا الفتنة. العلاقة بين الرجال والنساء تكاملية فهو الأب وهي الأم وهو رب الأسرة وهي سيدتها ، وليس دليلاً على قولي خير من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها فأشركها المسؤولية والمحاسبة والثواب والعقاب وكان من الصحابيات رضوان الله عليهن شريكات في الحرب والسلم والتمريض والتطبيب والتجارة والتربية والتعليم ، فهل نعدل تفكيرنا الذي هو فيه الفتنة وتمكنت منه ؟ ! . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه. [email protected] ص , ب 11750 جدة 21463 فاكس 6286871