«لا يفل الحديد إلا الحديد»، وهزيمة الهلال في المناسبات الكبرى من تخصص العميد، وبسيناريو وإخراج الأسطورة «نور» الذي قدم واحدة من روائعه الكروية فأمتع القارة الآسيوية.. فن.. إبداع.. روعة.. مهارة.. ذكاء.. خداع.. دهاء.. بالمختصر إنه نور، استحضرت تلك الجملة التناغمية الرائعة مع التغيير للربط (إن كنت ناسية .. اشهدي يا آسيا ) و كل تلك المفردات الجميلة وتوقفت عند كلمة المعلق الرائع عامر عبدالله وهو يردد الدكتور نور، فيقول «أنت من يعالج المرض والمرضى»، فجاءني صوت الاتحادي الأصيل عضو الشرف الكبير أحمد فتيحي بعد المباراة مباشرة بنبرات كلها فرح، قائلاً «إنه بروفيسور يا ابني، فإن كانت سجعاً في كلمة فخذها عنوان، نجم خارق وداهية وما يقدمه لا يفعله إلا الأساطير الكروية». حقاً أنه ماهر لعشاق الفن الجميل وطبيب جراح برتبة بروفيسور، عدت بالذاكرة لبداية الموسم عندما كانت الانتقادات تحاصر كل من يسعى لإنهاء مشكلة نور وإعادته للفريق، وكان الهدف آنذاك إنهاء نجم وإطفاء نور أضاء للاتحاد طريق البطولات، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن، من كان يبحث عن مصلحة الاتحاد؟، ومن يحاول ضرب العميد في قلبه النابض؟ أعلنتها فضائياً حتى بح صوتي، وكتبتها حتى جف قلمي، ولا بأس من الإعادة فربما فيها الإفادة.. حافظوا على المكتسبات، فالنجوم لا يعوضون، وصناعتهم صعبة. متى وجد النجم الحقيقي حضرت البطولات، والرصيد 21 وبمشيئة الله سيزيد والخبرة تاج على رؤوس النجوم ولاعب الخبرة من حقه أن يدلي برأيه في اختيارات المدربين خاصة عندما تبنى على المصلحة العامة والدليل نقطة التحول الحالية في العميد، فكيف كان اتحاد اوليفرا وكيف أصبح اتحاد ديمتري؟ يوم أمس الأول كان كافة لاعبي العميد في قمة حضورهم وتوهجهم، فللنمور مخالب تظهر وقت الشدائد، وعبدالملك زياية شارك في الأهداف، ووضح أنه ارتاح مع الداهية ديمتري، حتى نونو أسيس تحول للأفضل، وبيت القصيد ليس مجرد التسجيل إنما التفاعل والتفعيل والتحرك السليم. قد لا يعلم البعض أن ظروفاً أسرية أبعدت مبروك عن التدريبات، واسامة شارك مصابا أن نور سكب الدموع فجراً بالمركز الطبي الدولي عندما أصر الأطباء على عدم مشاركته.. أي ولاء وأي إخلاص شربه قائد كتيبة النمور، ورغم ذلك يتحدثون عن الإخلاص والتضحية والمسؤولية.. دموع نور فجراً أقنعتني بفوز صريح مساء، إنها الروح ولن أقول أولاً وأخيراً فهناك «كوتش» يعي ما يفعل.. يقرأ ويتداخل ويحترم قدرات فريقه، ليس عجوزاً ولكنه خبير. * منصور حضر.. الإتي انتصر بخبرة البطولات والمواجهات الكبرى أدار عضو شرف الاتحاد المؤثر منصور البلوي المواجهة الإعلامية مع الهلاليين، وترك لإدارة النادي التفرغ لأمور أخرى، وتسلح بخبرته وأنهى غيابه الإعلامي بحضور قوي ومؤثر، وحوّل البوصلة والاتجاه من ضغط على الاتحاد لضغط على الهلال، ليرد بسرعة بديهة وبدهاء وفطنة ولا غرابة في ذلك لرجل تمرس على المواجهات.. منصور اسم على مسمى، فمتى حضر منصور .. الإتي انتصر. * خلاصة القول دائماً وأبداً العمل الجماعي يكسب وحسن النوايا ينتصر، وآخر الكلام ليس مهماً أن يفوز الاتحاد على الهلال، فالمهم أن يستمر العميد في مسيرته لأن خبرته الآسيوية تساعده على حصد اللقب. لمن أراد أن يدرك روعة تمريرة الهدف الاتحادي الأول وقيمته الفنية والفكرية، عليه أن يتابع حركة خالد عزيز لحظة لعب الكرة، أما الهدف الثالث والتمريرة المهارية بالقدم اليسرى هدية لمن يتحدث عن اللعب بقدم واحدةوهو لايرى إلا بعين واحدة.