جاءت مداخلات بعض أعضاء مجلس الشورى الموقر في قضية زواج السعوديات من غير السعوديين وطنية وبعيدة النظر، حيث عرّجت على شريحة كبيرة لا يمكن تجاهلها ممن يستهدف المصالح الشخصية والمكتسبات المادية من الراغبين بالزواج من السعوديات، في حين يستوي في هذا الأمر السعودي والسعودية، فإن غير السعودية أيضا – في الغالب – لن تتزوّجه لسواد عيونه، ومداخلة نائب رئيس اللجنة التعليمية محمد آل ناجي التي جاء فيها: «يجب أن يتبنّى مواد تنظيم زواج السعوديين بغيرهم على دراسات علمية للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لكل مادة وألا يخرج التنظيم بحل مشكلات فردية مبنية على تجارب واجتهادات شخصية، وأن هذا التنظيم يتعامل مع قضايا اجتماعية يصعب توقّع نتائجها»، وأكد آل ناجي «أن لكل مجتمع خصوصيته فمجتمعنا السعودي له خصوصيته ولدينا مغريات اقتصادية واجتماعية كثيرة تجعل العديد من الجنسيات ترغب في بناء علاقات مع مجتمعنا لذا يجب الحيطة من تشريع أنظمة تستغلّ في اختراق خصوصيتنا وروابطنا الاجتماعية وتغير التركيبة السكانية في المجتمع». وختم آل ناجي: «يجب علينا أن نعزّز وحدتنا الوطنية والتجانس السكاني والذي هو من أهمّ دعائم هذه الوحدة». كل ما تضمنته هذه المداخلة ينطبق على السعودي والسعودية، ويستثنى من هذا حالات إيجابية قليلة ممن يرغب بالزواج لأغراض اجتماعية أو عاطفية بحتة، لكن ليس على سبيل الإطلاق ولا الغالب حتى، بل إن زيجات المصالح مستعرة كثيراً بين أبناء المجتمع الواحد، فما بالك بزواج يعتبر صفقة لشق نظام الكفيل وخوض السوق السعودية بحرّية، ولا تتعارض القضايا الوطنية مع قضايا العروبة والإسلام مطلقاً وإن تماست معها، ولعل بعض المنتفعين من تشويه الآخر ينظرون للأمر بواقعية وموضوعية، ويتقبّلون منطلقات مخالفيهم ويستوعبون بواعثهم، لأننا نقرأ أحياناً أصداء تتزلف العرب على حساب الوطن ومواطنيه، وتدعي المثالية على حساب الآخرين وتشويههم، وأسوق على سبيل المثال للوطنية التي عارضها من عارضها وقدّرها من قدّرها مع فارق الخطر والضرر، إن لنا في أشقائنا المصريين أجمل الأمثلة في عشق مصر التي حكمها الشعب وضبط شوارعها وحافظ على مقدراتها، حين تبنّى عمالقة مصر المطربة السورية ميادة الحناوي ظهرت أصوات مصرية كثيرة تعارض هذا علناً -بدوافع وطنية- تطالب بقصر الروائع المصرية للأصوات المصرية، وقال قائل: الفن للفن والفن للجميع والفن لغة عالمية ووجدانية، وكل هذا لا نتعارض معه لكن ثمة أولويات، هذا في الفن الذي لا يمثل خطراً على التركيبة السكانية ولا يهدد باستمرار البطالة وتغذيتها بقدوم المزيد من الوافدين كما في حالة الزواج والحصول على الجنسية، لكن من يلوم المصريين في حب مصر والرغبة الكبيرة في جعل الأولوية لأبنائها، ومن يلوم أي مواطن أن يقدم بلده ومواطنيه على كل أحد وأي أحد وفي كل مجال؟! لا نلوم أحداً ، ولا يجب أن يلومنا أحد، ويربط الأمور بالعنصرية والفوقية والدونية مما لا يحتمله المجال مطلقاً! فالواقع يفرض نفسه ولو فرض على جميع من يرغب الزواج من السعوديين والسعوديات على حد سواء عدم الحصول على الجنسية مطلقاً، حتما سيتراجع معدل الطلب على الجنسين؟!. [email protected]