علقت دول مجلس التعاون الخليجى مبادرتها لنقل السلطة في اليمن بعدما فشل دبلوماسيون في اقناع الرئيس اليمني بتوقيع الخطة التي ستتيح خروجه من السلطة.وجاء فى بيان نشر بعد الاجتماع الاستثنائي للوزراء في الرياض امس ان المجلس قرر تعليق المبادرة بسبب عدم توافر الشروط المناسبة التي تم الاتفاق عليها.واكد وزراء دول مجلس التعاون الخليجي الحرص على مساعدة الأشقاء لتجاوز الأزمة التي تمر بها الجمهورية اليمنية ، والوصول إلى توافق شامل يحفظ لليمن الشقيق أمنه واستقراره ووحدته ، ويحترم إرادة وخيارات شعبه .وعبروا في بيانهم عن استمرار دعم المجلس للشعب اليمني الشقيق ، واستعداده لتقديم كل ما من شأنه مساعدته للخروج من هذه الأزمة ، ليؤكد على أن هذه المبادرة ، التي جاءت بناءً على طلب الحكومة اليمنية ، وبالتشاور مع كافة الأطراف اليمنية ذات العلاقة ، هي السبيل الممكن والأفضل لتجاوز الحالة الراهنة ، وقرر المجلس الوزاري أن يُعلق المبادرة ، لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها ، وشكر المجلس الأخوة في المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه ، واللقاء المشترك وشركاءه وممثليهم الذين وقعوا على الاتفاق . وقال المجلس الوزاري انه يتطلع إلى توقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على الاتفاق في أسرع وقت لضمان تنفيذه والانتقال السلمي للسلطة ، معرباً عن قلقه العميق من تطورات الأحداث داعياً الأشقاء في اليمن إلى التحلي بالصبر والحكمة ، وتوفير الظروف الملائمة لتجنيب اليمن الكارثة التي قد تحل به في ظل الاستقطاب الحالي .وعبر المجلس الوزاري عن أسفه لمحاصرة سفارة الإمارات العربية المتحدة ، في صنعاء، وأشاد بجهود ومساعي ومثابرة معالي الأمين العام وفريقه .وفي هذا الصدد قدم المجلس الوزاري الشكر والتقدير لكل الذين تعاونوا وساندوا جهود دول المجلس وبذلوا المساعي الحميدة لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر ، وخاصة سفراء دول مجلس التعاون في صنعاء وكذلك سفراء كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمملكة المتحدة ، والاتحاد الأوروبي. وفى التفاصيل رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس التوقيع على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمنية التي يعيشها البلد منذ انطلاق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام في 12 فبراير الماضي. وفي حين عاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى الرياض قادما من صنعاء بعد أن رفض الرئيس صالح التوقيع وتعرض والوفد المرافق له وسفراء أمريكا والاتحاد الأوروبي إلى محاصرتهم داخل السفارة الإماراتية بصنعاء من قبل أنصار صالح، قال صالح انه لن يوقع على المبادرة الخليجية بسبب عدم حضور المعارضة إلى القصر الرئاسي وتوقيعها عليها هناك ، مشيرا إلى أن المعارضة قد قامت بالتوقيع على الاتفاق في الغرف المغلقة. وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: إذا أتى المشترك للتوقيع على المبادرة في القصر الجمهوري فنحن مع خيار السلام وإلا فإننا سنواجههم بكل الوسائل الممكنة ونحملهم مسؤولية الحرب الأهلية. وحذر صالح المعارضة من جر البلاد إلى حرب أهلية، متوعدا بالتصدي لكل من يحاول جر البلاد إلى ذلك، محملهم مسئولية الأرواح التي سفكت والتي ستسفك. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية( سبأ) أن المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفاءه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وقعوا ، على المبادرة الخليجية بعد مغادرة الزياني وعند بدء اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون لاجتماعهم الاستثنائي بالعاصمة الرياض. وقال البيان» وقع المبادرة الخليجية عن المؤتمر وحلفائه كل من النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبد الكريم الإرياني والأمناء المساعدون للمؤتمر الشعبي صادق أمين أبو رأس والدكتور أحمد عبيد بن دغر والدكتورة أمة الرزاق علي حمد ورئيس مجلس التحالف الوطني الدكتور قاسم سلام». وعقب مغادرة الزياني صنعاء اجرى الرئيس صالح، اتصالات بقادة مجلس التعاون الخليجي، شرح فيها تنصل أحزاب اللقاء المشترك من التوقيع على المبادرة المقدمة من وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن ورفضهم التوقيع في إطار الشفافية والعلنية وأمام وسائل الإعلام بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء دول المجلس والولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الشقيقة والصديقة المعتمدة لدى اليمن- وفقاً للبيان الرسمي . وأشار البيان إلى أنهم وقعوا على المبادرة بعد التوصل لآلية لتنفيذ المبادرة الخليجية وإدارة المرحلة الانتقالية. وكانت مروحية عسكرية نقلت أمين عام مجلس التعاون الخليجي الزياني والدبلوماسيين الغربيين إلى دار الرئاسة بعد محاصرتهم من قبل أنصار الحزب الحاكم في السفارة الاماراتية. وأعلنت مصادر دبلوماسية ان مبعوثين خليجيين وغربيين فشلوا في إقناع صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية.