أن تكون ثريًّا، فيجب أن تكون ذكيًّا، ومفكّرًا، وذا خيال خصب، وتملك قلبًا من حديد، ترمي بما تملك في الهواء، أو تقذف به في البحر، فقد تعْلق “دنانيرك” التي طوّحت بها في الهواء ب(دولارات)، فتهطل عليك بفعل قانون الجاذبية، وقد يلتهم دنانيرك التي قذفت بها إلى أعماق البحر (حوت) فيتنكّر لك الجميع. كن واحدًا من أولئك الذين استخدموا ذكاءهم في جمع الثروة التي كانوا يحلمون بها.. فالسّيد (تشو) العامل التايواني البسيط، والذي تألّم وضاق ذرعًا لكثرة دفعه غرامات المخالفات، استطاع أن يقلب الطاولة على مواطنيه ويحصل على (مليون ونصف مليون) دولار على مدار عامين، مستغلاً فقرةً في القانون التايواني تجيز للمُبلِّغ عن أية مخالفة الحصول على 10٪ من قيمتها، وهكذا جنّد (تشو) نفسه خلال السنتين من أجل تسجيل مخالفات مواطنيه وتقديمها للشرطة، فتحوّل من عامل عادي إلى رمز من رموز الثراء في بلاده. وحتى تدركوا بأنّ التجارة شطارة، فإن الطالب البريطاني (اليكس تيو) تولّدت في ذهنه فكرة عمل صفحة سمّاها (صفحة المليون دولار)، إذ حوّل الصفحة الرئيسة لموقعه على الإنترنت إلى لوحة إعلان مكونة من مليون نقطة، وعرض بيع كل نقطة بدولار واحد، فانهالت عليه الإعلانات، وكسب مليون دولار خلال أربعة أشهر. وعلى العكس من تلك الفكرتين النيّرتين والتي حصل بواسطتهما كل من (تشو) و(إليكس) على ثروات مشروعة لا تخالف القانون، جمع “مصري” مبلغ 20 مليون دولار عن طريق نظام توظيف الأموال تحت إغراء الأرباح الكبيرة والسريعة، والتي كان أغلب ضحاياها من البسطاء، والتي غالبًا ما يعقبها هروب جامع الأموال، لكنه فشل في استثمارها، ولم نكن نحن أيضًا بعيدين عن شباك أولئك، فكنا ضحايا بطاقات (سوا)، واستخدم (هيثم) نصّاب “النت” الشهير ذكاءه في الحصول على مليون دولار من أموال المودعين عبر البنوك الإلكترونية، متفاديًا الطرق التقليدية، ومبتعدًا عن السطو المسلح. وبما أننا من (البسطاء) فإننا نقع ضحية صنف آخر من أولئك الشطّار الذين يلعبون على هذا المضمار -مضمار الثراء- عن طريق رفع أسعار المواد الغذائية، فهو وإن كان يظهر للبعض بأنه إجراء وثراء مشروع، إلّا أنه في نظر الكثيرين يُعد استغلالاً يثقل كاهل المواطن في ظل عدم وجود رقابة حقيقية وفاعلة. أمنياتي أن يقوم (النمل الأبيض) الذي اجتاح مصرفًا هنديًّا، والتهم خلاله الملايين، بزيارة خزائن أولئك الذين امتصوا دماءنا قبل أن يمتصوا منا الجيوب. [email protected]